Print this page

الناشط الحقوقي والكاتب الكردي زيد سفوك لـ«المغرب»: سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه سوريا واحدة مع ترامب أو مع بايدن والاختلاف في الأساليب فقط

• القضية السورية شائكة ومعقدة رغم ان الحل يكمن في دعم جهة سياسية موحدة داخل الوطن
تطرق الباحث والكاتب الكردي السوري زيد سفوك في حديثه لـ«المغرب» -وهو من منطقة القامشلي السورية-

الى الوضع الإنساني في سوريا مع الانهيار الصحي والاجتماعي الذي يعيشه السوريون بسبب استمرار الحرب . وأعرب عن اعتقاده بأن التسوية السياسية لا تزال مؤجلة لان الملف السوري الشائك والمعقد مرتبط بقرار اللاعبين الرئيسيين أي روسيا وواشنطن . وقال ان الاستراتيجية الأمريكية ثابتة وانها توجه رسائل لدول العالم مفادها بان اية لعبة دولية لا يمكن ان تجري في غيابها .
• هل بامكانك ان تحدثنا عن الاستراتيجية الأمريكية في شمال سوريا ، وهل أنها تغيرت مع وصول جو بايدن إلى الحكم ؟
أمريكا في أي إدارة جديدة منتخبة للبيت الابيض أساليب مختلفة في سياستها وأدوات متطورة وتلك السياسة باتت مكشوفة دون شك وبالبحث الدقيق عبر أهدافها ومصالحها ووضع مكاسبها وخسائرها في الميزان سيتبين ان الاستراتيجية لا تتغير مُطلقا وهي ثابتة من خلف الستار ماعدا المراوغة السياسية واللعبة الدبلوماسية وبعض التنقلات العسكرية هنا وهناك لإظهار قوتِها وتلك رسائل توجهها لدول العالم أي أن أية لعبة دولية لا يمكن ان تجري بغيابها . للوضوح أكثر وبشفافية وكانت تحركات امريكا في شمال شرق سوريا متشابهة في عهدي باراك اوباما ودونالد ترامب على الرغم من ان الرجلين ليسا متشابهين فكريا وسياسيا واقتصاديا لأنهما ينفذان سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لا سياسة الحزب الواحد. لقد تغيرت فقط الأساليب. لذلك سيكمل الرئيس جو بايدن الاستراتيجية الأمريكية المعتمدة ذاتها مع بعض الهدوء لكن بأسلوب مختلف عن ترامب الذي أفقدهُ جنون العظمة صوابه وكاد ان يجعل العالم بركانا من الدمار .
• وماذا عن واقع حقوق الانسان ووضعية الأطفال والنساء سواء في الشمال السوري او في سوريا عموما؟
بالنسبة لحقوق الانسان سواء في شمال شرق سوريا او في سوريا عموما لم يبق سوى المصطلح -للآسف- كشعار للمتاجرة ، يفتقد الانسان على هذه البقعة من الارض أبسط حقوقهِ المشروعة ، لا ماء لا كهرباء لا مال لشراء الاحتياجات الأساسية والغذاء والدواء ، المشهد كارثي بكل معنى الكلمة ، الكثير من المؤسسات الاعلامية تنقل المشهد وفق مموليها ولغايات سياسية وتتغاضى عن اظهار الحقيقة . لا يختلف الأمر عن الكثير من المنظمات المحلية والدولية التي تتقاضى أموالا طائلة بهدف العمل على الأرض لكن هيهات من صحوة الضمير ، كُل ما يصدر منهم لوحة اعلانات وبعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي ، سيدهشنا عددها بالأرقام والتواريخ منذ تأسيسها اذا قمنا بالكشف عن مأساة الناس بوجود من يدعون انهم في خدمتهم ، آلاف العوائل تعيش تحت سقف الفقر ودون مأوى واطفال مشردة وعجائز لا سند لهم. للاسف لا توجد رقابة ولا محاسبة الفوضى عارمة وضحيتها الطفل واليتيم والمرأة والفقير الذي لا حول له ولا قوة . هناك افكار ومشاريع نستطيع من خلالها انقاذ جزء كبير من الانسانية والعمل للسلام لكن يبدو ان اصحاب القرار قد وضعوا «الفيتو» لأي تقدم نحو مستقبل مشرق .
• ما آفاق التسوية وهل يمكن ان تهم مباحثات «أستانا» الدائرة في انهاء صفحة الحرب الاليمة؟
فيما يخص «أستانا» استطيع القول انها مُجرد ملعب روسي أمام الملعب الاوروبي . هنا لا بد من توضيح التناقض الكبير في هذه المسألة ، روسيا عضو دائم في مجلس الأمن والامم المتحدة ، والملف السوري رغم اهمالهِ يبقى ضمن أروقة هذه المؤسسات الدولية ، وحينما لمست روسيا انها وحيدة الموقف في قرارها بشأن سوريا ، أنشأت لنفسها استانا وشَكلت حُلفاء لها من تركيا وايران . هناك مباراة دولية تجري باسم سوريا وهي تمر عبر مرحلة الذهاب والاياب ، الملعب الاممي «جنيف» لاعب وروسيا «أستانا» لاعب آخر، وحتى اللحظة مازال الفريقان في الدوري ولن تنتهي اللعبة، القضية السورية شائكة ومعقدة رغم ان الحل يكمن في دعم جهة سياسية موحدة داخل الوطن وهي قادرة ان وضعت أدوات جديدة وأفكار عملية للضغط على الأمريكان والروس للوصول الى تسوية . لكن مع الأسف لا أحد يريد لجهة وطنية ان تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام . فهناك أطراف متمسكة بالنظام وأخرى تتمسك بالمعارضة وان قمنا بالمقارنة سنجد الطرفان لا يملكان اي قرار للحل . أستطيع القول وفق الأحداث والوقائع ان سوريا الى دمار آخر مختلف لخمسة أعوام أخرى واتمنى ان اكون مخطئاً لان ما أشاهدهُ على أرض الواقع يؤكد ان الشعب في مرحلة الانهيار .

المشاركة في هذا المقال