Print this page

هل يلحق السودان بركب مجموعة دول الساحل لمكافحة الإرهاب ؟

مع تعاظم المخاوف من أخطار الجماعات الإرهابية في القارة السمراء ، قامت مجموعة دول الساحل الخمس بتأسيس ما سمي

بـ«جي 5 عام 2014 وتضم كلا من موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر . وقد أكدت قمة «دول الساحل» الأفريقي المنعقدة مؤخرا في «نجامينا» التشادية بأن تهديدات الجماعات الإرهابية لا تزال قائمة وهي تنتشر في منطقة الساحل الافريقي مستغلة التوترات الأمنية ، لذلك طالبت دول المجموعة بدعم دولي لمكافحة الإرهاب المتفشي .
وخلال التئام فعاليات قمة نجامينا اكدت الدول المشاركة بأن مجموعة الدول الخمس في الساحل، تواجه جملة من التحديات الأمنية، تتطلب جهودا جدية لمواجهتها وخاصة الهجمات الإرهابية التي تتعرض إليها مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ملاذ آمن للإرهاب
إشكالات التنمية والنزاعات السياسية الساخنة حولت تلك الرقعة الى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية التي وجدت في عدم الاستقرار بيئة خصبة للنمو والتكاثر . وتشهد هذه الدول تحولات عميقة زادتها جائحة كوفيد 19 تأزما وصعوبة . وآخر العمليات الإرهابية وقعت في مالي وأسفرت عن إصابة 28 من عناصر القوات الأممية».
وفي خضم الحديث عن ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز العقبات الأمنية والتنموية التي تواجهها دول الساحل ، كشفت عدة تقارير عن سعي تنظيم القاعدة في المغرب العربي الى التوسع نحو خليج غينيا. لذلك فان عديد الخبراء يؤكدون على ضرورة ان يكون هناك تعاون بين مجموعة الساحل مع باقي التجمعات التي تضم دول افريقية أخرى مثل تجمع ما يسمى بـ «دول الميدان» من أجل مجابهة مختلف التحديات الأمنية وخطر الإرهاب الذي يضرب الجميع دون استثناء . يشار الى ان تجمع دول الميدان هو تجمع عسكري أنشئ في العام 2010 من موريتانيا والجزائر ومالي والنيجر، ومقره في مدينة تمنراست الجزائرية. وتتشارك كل هذه التجمعات القارية في الأهداف المشتركة نفسها المتعلقة بالتحديات الأمنية والتنموية الصعبة .
تعاون اقليمي
وتسعى السودان منذ فترة الى الانضمام الى مجموعة دول الساحل كعضو مراقب . خاصة ان هناك تقارير تتحدث عن تسرب لتنظيم داعش الإرهابي الى إقليم دارفور . فالسودان الذي يمرّ بتحولات كبيرة أسقطت نظام البشير، وجد نفسه أمام استحقاقات كبيرة لبناء ديمقراطيته الوليدة، ولعل تحدي الإرهاب أهم هذه التحديات. وخلال انعقاد قمة مجموعة الساحل الإفريقي بالعاصمة التشادية نجامينا، يومي 15 و16 فيفري الماضي، جدّد السودان مطلبه بالانضمام إلى المجموعة بصفة مراقب. فهذا البلد يواجه كما سائر دول المنطقة تحديات صعبة مرتبطة بتفشي الجريمة العابرة للحدود مثل المخدرات وتهريب السلاح والبشر إضافة الى الإرهاب . ويبدو ان عين داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة مركزةّ على هذه المنطقة الافريقية وذلك بالنظر الى وجود المساحات الشاسعة والوعرة والممتدة والتي تمكّنها -في حال السيطرة عليها -من إيجاد ملاذ آمن للتدريب على عملياتها الاجرامية دون رقيب . وتتصاعد المخاوف من إمكانية تسلل داعش الى دارفور وذلك بعد انهيار هذا التنظيم وفرار عناصره من ليبيا سنة 2016 .
ويرى عديد المراقبين أنّ دارفور يمثل بيئة ملائمة لتنظيم داعش الإرهابي وغيره، نظرا لوجود الانقسامات القبلية التي عانى منها هذا الإقليم طويلا الأمر الذي يُصعّد من مخاوف الحكومة السودانية ويجعلها تمدّ يدها لمجموعة داحل الساحل وتبحث عن دعم إقليمي في خضم التهديدات المشتركة الكبرى. فالسودان -الذي يبحث عن طريقه الجديد ويحاول طيّ صفحة الديكتاتورية المؤلمة بكل ارهاصاتها وتداعياتها وبكل ما خلفته من دمار هو اليوم مقبل على تغيرات كبرى ولعل رفع اسمه من القائمة الامريكية للإرهاب مؤخرا هو بمثابة فرصة كبيرة لتحسين الوضع التنموي وكسب المعركة ضد الإرهاب داخليا وخارجيا .

المشاركة في هذا المقال