Print this page

منبر: الأبعاد الخطيرة لحروب الدعاية الإسرائيلية

بقلم الأسير الفلسطيني أسامة الأشقر
حصل في تحقيق صحفي نشر على صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يظهر حجم المجهود والموارد المالية والبشرية التي تبذلها وتوفرها دولة الاحتلال للتغطية

على جرائم جيشها في الأراضي الفلسطينية. فقد أظهر هذا التحقيق بوضوح كامل كل ما تقوم به «إسرائيل» على هذا الصعيد فهي تعمل ليل نهار بلا كلل أو ملل من أجل تبيض صورتها أمام العالم، وذلك من خلال قلب الصورة الحقيقية الموجودة فعليا على الأرض إلى صورة أخرى مختلفة تماما في الشبكات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي .
حيث أن هناك وحدات إلكترونية كاملة مدربة خصيصا على خلق واقع افتراضي مغاير ومختلف عن واقع الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، فلم تعد سرقة الموروث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني كافية لرفد راوية الحركة الصهيونية ولتأكيد صدقية ما تقول بل امتد الآن وعلى نطاق أوسع من ذلك بكثير فنرى المنشورات الدعائية والأغاني التراثية والشعبية التي يجند لها مجموعة كبيرة من الشخصيات الإعلامية والفنية التي لها حضور واسع على المسرح العالمي والتي تقوم بأداء ادوار في أغاني ومسلسلات وأفلام في الأسواق الفلسطينية وأمام المقاهي والمطاعم الفلسطينية.

وتقوم وحدات جيش الاحتلال بأداء بعض الدباكات الرقصات الشعبية التراثية الفلسطينية للقول للعالم بأنه لا يوجد احتلال في هذه الأرض، وبأن ما يقال عن احتلال وقتل واستيطان وسرقة للأرض واستهداف للمواطنين الفلسطينيين الآمنين العزل في بيوتهم من قبل عصابات المستوطنين التي تحرسها كتائب جيش الاحتلال المدججة بالسلاح ما هو إلا كذبة وما هو إلا ادعاء فارغ المضمون وغير حقيقي. وأن الدليل موجود على كافة المنصات الإلكترونية والاجتماعية.

فها هو الشعب الفلسطيني يعيش في أمان وسلام بين أذرع جيش الاحتلال الذي لا مهمة له سوى حمايته وحراسته والسهر على راحته. هذا النوع من الفعل الإعلامي المتدرج والمبرمج والموجه للعالم بلغات وأساليب متنوعة يظهر الحاجة الماسة لخطاب فلسطيني وعربي داعم ومختلف يعمل بشكل حديث على إدخال مفاهيم الدعاية الحديثة وأساليبها فنحن لا تنقصنا الخبرات لذلك، وهناك الآلاف من الفلسطينيين والعرب الذين ما زالوا مؤمنين بعدالة هذه القضية ولديهم الاستعداد الفطري والإنساني للدفاع عنها في مختلف المحافل والأوساط الإقليمية والدولية وعبر مختلف الوسائل الالكترونية والقانونية المتاحة، وما علينا سوى البدء بتأطير إستراتيجية شاملة تكون مدركة لخطورة حروب الدعاية الإسرائيلية.

المشاركة في هذا المقال