Print this page

بعد الاتفاق المغربي مع «إسرائيل» برعاية أمريكية: «المغرب العربي» أمام عاصفة التطبيع

انضمت المملكة المغربية إلى قائمة الدول العربية المطبعّة بعد اعلانها عن اتفاق تطبيع العلاقات مع «إسرائيل» برعاية أمريكية،

لتصبح المملكة رابع دولة عربية تطبّع رسميا ودبلوماسيا مع تل ابيب خلال الأشهر الأربعة الماضية وذلك بعد الإمارات والبحرين والسودان . وفي محاولة للجم غضب الفلسطينيين وتهدئة مخاوفهم ، تحدث العاهل المغربي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكد أن تدابير التطبيع «لا تمسّ بأي حال من الأحوال الالتزام الدائم والموصول للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة».
وتعدّ هذه الخطوة نصرا دبلوماسيا جديدا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض وتسليم مهامه لبايدن الا انه رغم ذلك يصرّ على استكمال الخطوات الأخيرة في ملف التطبيع مع «إسرائيل» وتنفيذ كامل بنود «صفقة القرن» سواء عن طريق ممارسة أقصى الضغوطات على الدول العربية او من خلال سياسة الترغيب والوعود، وذلك بكل ما يمثله ذلك من انتهاك لسيادة الفلسطينيين وحقوقهم على أرضهم المغتصبة وطعنة لقضيتهم العادلة.
ردود متباينة
يشار الى ان المغرب كان قد أقام مع «إسرائيل» علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية «أوسلو» أسوة بعديد الدول العربية الأخرى، لكن سرعان ما قامت الرباط بتجميدها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.
وفي إطار هذا الاتفاق الجديد بين المغرب « وإسرائيل» وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية . هذه القضية التي تشهد نزاعا منذ عشرات السنين بين المغرب وجبهة البوليساريو، وكانت أهم المعضلات التي عرقلت قيام اتحاد مغرب عربي ووحدة مغاربية حقيقية طيلة العقود الماضية كما ألقت بثقلها على العلاقات بين المغرب والجزائر . وفي بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي قال الملك محمد السادس لترامب إن بلاده تعتزم تسهيل تسيير رحلات مباشرة للسائحين الإسرائيليين من المغرب وإليه.
أولى ردود الفعل العربية صدرت عن مصر والإمارات والبحرين والتي رحبت بقرار المغرب تطبيع العلاقات مع «إسرائيل». وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تويتر «أثمّن هذه الخطوة الهامة باعتبارها تحقق مزيدا من الاستقرار والتعاون الإقليمي في منطقتنا».
فيما قال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان إن القرار «خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة». وذكرت وكالة أنباء البحرين في بيان أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشاد بقرار العاهل المغربي إقامة علاقات دبلوماسية واتصالات رسمية مع إسرائيل. ورحب البيان أيضا باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
جدل واسع
ويبدو ان قرار الرئيس الأمريكي بشأن الصحراء الغربية سيواجه بعقبات ،أهمها قبول الرئيس المنتخب جو بايدن به ، إضافة الى ذلك فإن هذا القرار جوبه بانتقادات حتى ضمن الحزب الجمهوري ، اذ ندد السناتور الجمهوري جيم إينهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بقرار ترامب الذي اعتبره «صادما ومحبطا للغاية» وقال إن سكان هذه منطقة «الصحراء الغربية» يجب أن يصوتوا في استفتاء لتقرير مستقبلهم. وأضاف في بيان «لم يُحسن فريق الرئيس النصح له. كان من الممكن أن يبرم هذا الاتفاق دون المتاجرة بحقوق شعب لا صوت له».
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيكون اتفاق المغرب و«إسرائيل» آخر الاتفاقات التي يبرمها فريق ترامب وصهره جاريد كوشنر قبل مغادرتهم الحكم أم ان قطار التطبيع سيتواصل مع باقي دول المنطقة، مع كل ما يحمله من خطورة على حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وأرضهم المسلوبة .
وترجّح بعض التقارير ان تمارس الإدارة البيضاوية ضغوطا على موريتانيا وليبيا بشأن القبول باتفاق تطبيع مع «إسرائيل» وهناك مخاوف من ان تستغل واشنطن حالة عدم الاستقرار السياسي التي يعيشها بلد عمر المختار من أجل تحقيق هذا الهدف على غرار السيناريو السوداني.

المشاركة في هذا المقال