Print this page

فيما ترامب يوافق على نقل السلطة: فريق بايدن الجديد يضمّ وجوها من عهد أوباما وحلفاء للحزب الديمقراطي

مثل إقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمس بهزيمته في الانتخابات الرئاسية ، خطوة جديدة في المشهد السياسي الأمريكية وذلك بعد تمسكه منذ الإعلان

عن فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن بمنصبه ويعتبر إقرار ترامب غير المباشر بالهزيمة بمثابة قبوله التنحي وتسليم السلطة يوم 20 جانفي المقبل رغم ان فريقه أكد على تمسكه باتهامات التزوير التي وجهها لحملة منافسه جو بايدن.

وأعطى الرّئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مساء أمس الأول الإثنين الضوء الأخضر لحصول فريق الرئيس المنتخب جو بايدن على الدعم الفيدرالي اللازم للبدء بعمليّة نقل السلطة، فيما بدأ هذا الأخير بتشكيل أعضاء الإدارة البيضاوية الجديدة. ويعد هذا الإقرار من ترامب تغيرا جذريا في موقفه المبدئي الذي تمسك فيه بتوجيه اتهامات التزوير وتوجهه للمحكمة العليا للطعن في نتائج فرز عدد من الولايات. ومن المفارقات أنّ ترامب رغم تخليه عن موقفه الرافض منذ أسبوعين للإفراج عن الدعم الفيدرالي، إلا أنه لم يعترف بعد مباشرة بفوز الديمقراطيين وهو ماقد يزيد من تعقيد وتشويش المشهد الراهن.

وقال ترامب في تغريدة حديثة له على «توتير» أنه «سيواصل معركته» فيما يستمر بتقديم الشكاوى القضائية لإثبات حصول تزوير في الانتخابات التي عقدت في 3 نوفمبر، لكن دون جدوى. وكتب ترامب «أعتقد أننا سننتصر».لكنه قال إنه «من أجل مصلحة بلدنا، أوصي» الوكالة الحكومية المكلفة بنقل السلطة بالقيام «بما يجب القيام به في ما يتعلق بالبروتوكولات الأوّلية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه».وسارع فريق بايدن إلى الترحيب بهذه الخطوة الضرورية لحصول «انتقال سلس وسلمي للسلطة».
وفي وقت يعمل فيه ترامب على حشد فريقه القانوني في محاولة منه لإيجاد ثغرة معينة ، بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالإعلان عن وزراء فريقه الحكومي الجديد الذي سيبدأ العمل يوم 20 جانفي 2021 وفق ماينص عليه الدستور الأمريكي.

وزراء من عهد اوباما
وبعد الإعلان عن عدد من الشخصيات في فريق بايدن الحكومي لاحظ مراقبون وجود عدد من الشخصيات التي عملت في فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على غرار جانيت يلين التي كلفت بوزارة الخزانة وأنتوني بيلنكن (58 عاما)وزيرا للخارجية وهو أحد مستشاريه الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأمريكيّة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

كما قالت تقارير إعلامية أمريكية أنّ وزير الخارجية الأسبق جون كيري (76 عاما) سيعود إلى المشهد السياسي مجدّدا وإلى الإدارة البيضاوية الجديدة بصفته مبعوثا خاصا للرئيس مكلفا بشؤون المناخ مما يؤكّد أنّ الرئيس الأمريكي الجديد جوز بايدن سيركّز على مثل هذا الملف الحيوي والهامّ بما أنّه كلّف السياسي المخضرم جون كيري بإدارته.
وقال بايدن «أنا بحاجة لفريق جاهز منذ اليوم الأول»، مكوّن من أشخاص «ذوي خبرة ويجيدون التعامل مع الأزمات». كما يريد بايدن البالغ 78 عاماً المخضرم في الساحة السياسية الأميركية تشكيل حكومة «تشبه» الأمريكيين، بإعطائه مساحةً أكبر للنساء والأقليات.
وقد عيّن على رأس وزارة الأمن الداخلي، سمى بايدن للمرة الأولى إسباني الأصل اليخاندرو مايوركاس (60 عاما) المولود في هافانا والذي سيشرف خصوصا على قضايا الهجرة.وستكون الأمريكية من أصل إفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاما) التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون إفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة.ويعتزم بايدن أيضاً تعيين أفريل هاينز (51 عاماً) مديرة للاستخبارات الوطنية لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب، وجايك سوليفان (43 عاماً) مستشاراً للأمن القومي.

ملفات أمام بايدن
سيجد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن نفسه أمام جو من التوتر الذي يخيم على الشوارع الأمريكية بسبب وباء كورونا والتأثيرات الإقتصادية الحادة التي تبعته، مع تراكمات سياسية وانتقادات حادة لسياسة حكومة ترامب تجاه الوضع الصحي المتأزم في الولايات المتحدة مع فشل السلطات في احتواء فيروس ‘’كورونا’’ المستجد، وما تبع ذلك من سوء العلاقة بين واشنطن وبكين على خلفية اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسؤولية عن انتشار الوباء والتداعيات الخطيرة التي خلفها ومن أهمها تعليق أمريكا لدعمها لمنظمة الصحة العالمية رغم الانتقادات الدولية الصادرة في الغرض.
هذا الواقع الدولي المتوتر والمتعلق بعلاقة أمريكا بالصين وأيضا علاقتها بعدة دول أخرى على غرار إيران وروسيا قد يرى البعض أن تزامنها مع قرب تنصيب بايدن يجعل هذا الأخير أمام تحديات التعامل مع هذه العلاقات المتأزمة التي تركها سلفه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب علاوة على حالة الرفض الداخلي لسياسات البيت الأبيض الخارجية تجاه عدد من الملفات الحساسة أولها العداء مع كل من الصين وإيران وأيضا الوضع في الشرق الأوسط والحرب ضد إيران والجدل المستمر حول الملف النووي الإيراني . وارتفع التوتر بين واشنطن وطهران منذ عام 2018، حينما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران. كما لاقت الانسحابات الأمريكية المتزايدة من اتفاقيات دولية ومعاهدات ، انتقادات دولية حادة ولعل أبرزها الانسحاب من معاهدة نزع السلاح النووي واتفاق المناخ وغيرها من المعاهدات. ويراهن الإيرانيون والمجتمع الدولي بدوره على سياسة أكثر اتزانا ومرونة مع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.

المشاركة في هذا المقال