Print this page

أبعاد زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو للجولان

ما زالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتهية ولايته تمارس أقصى درجات الغطرسة والرعونة في قراراتها التي تخدم وجود الكيان الصهيوني الإرهابي وتضعه على رأس أولوياتها القصوى،

مهما كلفها ذلك من إهدار لحقوق الدول الأخرى وضربها عرض الحائط، وهنا نتوقف أمام أخطر تصريحات صدرت عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول الجولان السوري المحتل حيث أعلن أنه «لا يمكن الوقوف هنا (في الجولان) والتحديق عبر الحدود، وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأمريكي ترامب اعترف بأنه جزء من «إسرائيل».
وكعادة الولايات المتحدة وأتباعها نجدهم متخبطين في تصريحاتهم الإعلامية، إنتصارات وهمية وإعترافات متناقضة مصحوبة بالتوتر والإحباط وهم الذين أصبحوا على شفا حفرة من إنهيار قدرتهم وقوتهم، وباتوا في موقف يبحثون فيه لأنفسهم عن مخرج من المأزق الذين تورطوا فيه لأنهم فشلوا تماماً في تحقيق أهدافهم وأطماع داعميهم في سورية. لذلك فإن استهداف «إسرائيل» الإرهابية لسورية ليس سوى حلقة من حلقات استهداف محور المقاومة عموماً في المنطقة، ولولا الضوء الأخضر من واشنطن لما تجرأ الكيان الصهيوني على قصف مواقع في سورية أو لبنان بدعوى أن هناك مستودعات للأسلحة والصواريخ الإيرانية التي تهدد أمن «إسرائيل».

على خط مواز، أدانت سورية، التصريحات «اللامسؤولة» لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو الذي يعتبر أول وزير أمريكي يزور هضبة الجولان السورية المحتلة، وهذه التصريحات تؤكد مجدداً على انحياز أمريكا الأعمى للاحتلال الصهيوني ودعمها اللامحدود لسلوكه العدواني ، والأهم من ذلك المشروع الكارثي المسمى بـ «صفقة القرن»، والذى يتضمن الضغط على الفلسطينيين للقبول بالمخططات الصهيونية والتي لا يقبلها العقل ولا المنطق.

نحن الآن أمام تحد كبير يتطلب التغيير في الإستراتيجيات لأنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فـ«إسرائيل» لن تقبل العملية السياسية وكل المبادرات التي تبذل من هنا وهناك للوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فالخيار الأفضل حالياً للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما.
مجملاً.... إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول الجولان السوري المحتل لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريّاً وأن الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة وعودتها إلى كنف الوطن شاء من شاء و أبى من أبى طال الزمان أم قصر وأن هذا القرار لن يغير شيئا من الواقع ولن تنجح الإدارة الأمريكية في تغيير واقع أن الجولان أرض سورية محتلة مهما أخذت من قرارات.

المشاركة في هذا المقال