Print this page

ليبيا: حوار تونس وحوار الصخيرات .. مسار جديد أم خطوة تكميلية ؟

قد يُختتم يوم غد الأحد الموافق للخامس عشر من نوفمبر 2020 ، منتدى الحوار السياسي الليبي _ الليبي حول أزمة ليبيا بإشراف الأمم المتحدة وبحضور خمسة وسبعين مشاركا.

ومن المتوقع أن تتمخض عن المنتدى خارطة طريق مرتبطة بَمخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا وفي إطار الاتفاق السياسي المبرم بالصخيرات المغربية في ديسمبر 2015.

وكانت ستيفاني وليامز رئيسة البعثة الأممية في ليبيا أكّدت أنّ المطلوب من المشاركين بحوار تونس الاتفاق على شروط الترشح للمجلس الرئاسي وللحكومة الموحدة الجديدة وتحديد موعد لإنجاز الاستحقاق الانتخابي على أن لا يتعدى الـ18 شهرا والاتفاق على المسار الدستوري من أجل إضفاء الشرعية على المؤسسات القائمة. وفي وقت لاحق من انطلاق الحوار، أوضحت وليامز المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالنيابة- ولرفع الالتباس على الحضور- بأنّ اتفاق «قمرت» لن يكون بديلا لوثيقة الصخيرات المغربية وإنّما سيكون مُكمّلا ومتجاوزا لبعض الهنات التي حالت دون تنفيذ ودون نجاح ذلك الاتفاق السياسي.

اجتماعات اللجنة العسكرية
ويرى طيف من الملاحظين والمتابعين للحراك الراهن لإرساء حل سلمي للازمة بأنّ هذا الحلّ الذي ينتظره الداخل الليبي كما تنتظره دول الجوار والاقليم والمجتمع الدولي، هذا الحل وفق هؤلاء الملاحظين رهينة مخرجات منتدى تونس الذي يختتم اليوم الأحد وهو رهين المفاوضات الأمنية الجارية في مدينة سرت حيث تتواصل اجتماعات لجنة العشر: مايُعرف باللجنة الأمنية المشتركة 5+5.
على صلة بسير المفاوضات الأمنية، أكدت مصادر اعلامية من سرت أن أشغال الاجتماعات الأمنية تدور في أجواء من الارتياح والحرص المتبادل بين وفد القيادة العامة ووفد وزارة دفاع الوفاق،حول تنفيذ مواد وفقرات اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بجينيف السويسرية، حيث جرى أمس الاتفاق على سحب قوات الطرفين وإبعاد المرتزقة بداية ثم ترحيلهم.

الرهان على سياسة بايدن
بما أن الأزمة الليبية وبسبب التنافس والخلاف وصراع المصالح بين الدول العظمى، أضحت أزمة دولية معقدة، فإنه لا يمكن بحال من الأحوال رهن حلها ونعني أزمة ليبيا بتوافق ليبي _ ليبي، وإنما سيكون الحل السلمي رهين توافق دولي على اقتسام المصالح في ليبيا الغنية بالثروات ومتغيرات سياسية قد تحدث هنا وهناك.
في هذا الإطار يراهن الكثيرون على تغيير مؤكد سيحدث في ملامح سياسة ساكن البيت الأبيض الجديد، بايدن، إذ من المتوقع أن يهتم بايدن أكثر من ترامب بالملف الليبي والجدير بالإشارة أن تدخل الناتو وإسقاط القذافي حدث عهد باراك أوباما مرشح الديمقراطيين، وخلال عهدة أوباما أيضا اغتيل سفير واشنطن في بنغازي ليتم نقل طاقم البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى مالطا ولاحقا إلى تونس بصفة مؤقتة لأسباب أمنية. لذلك تبدو أول خطوة لبايدن الديمقراطي إعادة فتح السفارة الأمريكية في ليبيا.

المشاركة في هذا المقال