Print this page

الأمم المتحدة ترحب بالجهود السياسية الرامية إلى الحل السلمي في ليبيا

رحبت الأمم بكل مبادرة وكل جهود سياسية شاملة لدعم الحل السلمي للازمة في ليبيا بما في ذلك الجهود الأخيرة التي بذلنها

المملكة المغربية بمشاركة ممثلين عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة فأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إلى أن الأمم المتحدة تتطلع إلى استئناف الحوار السياسي الشامل في وقت لاحق –في آخر الشهر الجاري في جينيف السويسرية .
دوغاريك أكد أن الأمم المتحدة ستطبق الترتيبات اللازمة لانجاز وإنجاح هذا الحوار السياسي الشامل. وفي ذات السياق قام وفد من نواب المنطقة الغربية بمجلس النواب الليبي بزيارة للقاهرة حيث كانت له عدة مشاورات ولقاءات لتقييم مجمل المبادرات المطروحة وضرورة وقف أي تصعيد مهما كان نوعه. وأكد المسؤولون المصريون من جانبهم للوفد البرلماني الليبي على التزام مصر بتقديم كل الدعم لأي مبادرة سلمية تنهي الصراع وتعجل بعودة الأمن إلى ليبيا شرط وقف التدخلات الخارجية وترحيل المرتزقة، وهي نقاط سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري أن كرراها وتمسكا بها عند كل مشاورات ومباحثات حول ليبيا. جامعة الدول العربية وعلى لسان الأمين العام احمد أبو الغيط ما انفكت تؤكد على ضرورة وقف التدخلات الخارجية التي أربكت مسار البحث عن حل سلمي للصراع، وطالبت بمنح الفرصة لليبيين وتشجيعهم للعودة للحوار الجاد لتجاوز المحنة الراهنة .
جنيف تحتضن جولة جديدة من الحوار الليبي – الليبي
ذكر وزير خارجية الجزائر أن بلاده تعمل من اجل تكثيف المشاورات بين دول الجوار للخروج بموقف موحد يخدم مسار الحل السلمي للازمة، وكانت مدينة بوزنيقة المغربية احتضنت على مدى خمسة أيام مفاوضات بين ممثلين عن مجلس نواب طبرق وحكومة الوفاق مفاوضات كان الغرض منها الخروج بتفاهمات لتقاسم المناصب على رأس عشر مؤسسات سيادية باستثناء الوطنية للنفط و الليبية للاستثمار الخارجي لكن تلك المفاوضات فشلت.وتراهن الأمم المتحدة على هذه التفاهمات تمهيدا لانجاز حوار شامل بين الأطراف المعنية ينتظر تنظيمه في جينيف السويسرية من بين مخرجاته ضبط آلية اختيار مجلس رئاسي بثلاث شخصيات والاتفاق على الأسماء ،وسوف يشارك ممثلون عن نظام الرئيس السابق معمر القذافي لأول مرة بعدما أقصى اتفاق الصخيرات هذه الشريحة الواسعة .
حراك دبلوماسي بين دول الجوار الليبي ودول الإقليم والعواصم المعنية يأتي في إطار تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين الذي نص على ضرورة توسيع المفاوضات حتى لا يقصى أي طرف في إشارة إلى أنصار النظام السابق، علما بان أتباع القذافي ورموزه حسموا أمرهم نهائيا فيما يتعلق بإمكانية طرح اسم نجل الراحل معمر القذافي سيف الإسلام وترشيحه لحكم البلاد ،ومن بين القبائل الرافضة لعودة سيف الإسلام للمشهد السياسي نجد قبائل ورفلة وأعيانا لهم ثقل اجتماعي سياسي في بني وليد لكنهم -في المقابل- يرحبون بأي دور لسيف لانجاز المصالحة الوطنية الشاملة.
وكشف مصدر خاص بـ«المغرب» أن الأطراف المعنية أبلغت سيف الإسلام بهذه الرسائل ، المصدر نفسه ذكر – لـ«المغرب» – أن سيف الإسلام متردد بخصوص إعلان ترشحه لأي استحقاق انتخابي من عدمه ونفى المصدر صحة الأخبار المتداولة عن وفاة نجل القذافي الساعدي لكنه اقر بتدهور حالته الصحية .
تعزيز الهدنة في سرت والجفرة
إلى ذلك أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط والدول الإفريقية ميخائيل بوغدانوف وسفير تركيا لدى روسيا في لقاء جرى أمس، تنسيق الجهود لتسهيل التوصل لوقف إطلاق النار في ليبيا .
وذكرت الخارجية الروسية في بيان صدر في الغرض أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة في ليبيا واتفقا على نقل عملية التسوية للازمة الليبية إلى قناة سياسية في تحركات دبلوماسية كفيلة بتثبيت وقف إطلاق النار وآي محاصصة في توزيع المناصب ترضي الفرقاء سيما مع التحاق أتباع النظام السابق بمفاوضات التسوية علما بان جزءا كبيرا منهم سواء في برقة أو في طرابلس يتواجدون في مواقع مهمة عسكرية كانت أو سياسية ويحظون بقبول لدى القبائل المؤثرة لديها تحفظات وشروط وهي تطالب هذه الشريحة بكشف الحقائق للشعب الليبي حقائق عدة تعمل جماعة الإخوان والجماعات المقاتلة على إخفائها .. عن الرأي العام المحلي والدولي يطالب أتباع القذافي بعفو عام ومحاسبة كل من تورط في الجرائم والفساد وإهدار المال العام، كذلك ويطالب هؤلاء بكشف عاجل لمضمون ومحتوى مذكرة التفاهم الاقتصادي الموقعة بين السراج وتركيا وثيقة ظلت بنودها سرية .
ويرى مراقبون بأنه لا تسوية ولا حل للازمة الراهنة في ليبيا إلا بتواجد جميع الفرقاء على طاولة المفاوضات وإعادة الاعتبار لبعض المدن مثل الزنتان التي كان لها دور حاسم في مختلف محطات تاريخ ليبيا القديم و المعاصر،دور جرى تشويهه عقب معركة المطار في طرابلس ، الحرب التي انتهى بعدها تواجد قوات الزنتان وارتكاب ميليشيات مصراته لجرائم وحشية في حق أبناء الزنتان المقيمين في طرابلس بتواطؤ أمريكي من خلال سيطرة واشنطن على طرابلس قبل مغادرتها لها ولتجاوز العقبات يجمع المراقبون على أن الليبيين ومعهم المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة يدفعون ثمن تجاهل المصالحة الشاملة في ليبيا .

المشاركة في هذا المقال