Print this page

أوروبا تتوافق حول إنشاء صندوق «التعافي» الاقتصادي: «كورونا» تعيد منطق التضامن إلى دول الإتحاد الأوروبي رغم الخلافات

على وقع التوتر والخلافات نجح قادة الاتحاد الأوروبي يوم أمس في توقيع اتفاق وصف بالـ«التاريخي» يتعلق بوضع آلية ذات حوافز ضخمة

لدعم اقتصاد أوروبا في مواجهة وباء «كورونا» المستجد ودعم الدول المتضررة من هذه الجائحة العالمية وذلك بعد شد وجذب وحالة من الانقسام والخلاف التي خيمت على أعمال القمة التي إستمرت 5 أيام في بروكسل.
ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق رغم الانقسام حوله يمهد لجمع مبلغ مالي ضخم قد يساعد الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مجابهة التداعيات الكارثية لجائحة ‘’كورونا’’ على كافة الأصعدة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا أيضا، إذ يعتبر البعض أن هذا التوافق هو الأول من حيث الإجماع الأوروبي منذ 7 سنوات مما يدلّ على تكامل وشراكة أوروبية في مواجهة الكوارث رغم نقاط الخلاف والانقسامات التي سبقت إبرام هذه الاتفاقية الصعبة .
ووصف رئيس القمة شارل ميشيل الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه بأنه «لحظة محورية» لأوروبا.وحذر الكثيرون من أن فشل الاتفاق في ظل جائحة فيروس كورونا كان سيضع استمرار التكتل محل شك شديد بعد سنوات من أزمة اقتصادية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة.وأشادت فرنسا التي كانت من الدول الداعمة من أجل التوصل للاتفاق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالاتفاق واصفا إياه بأنه «تاريخي بحق».
صندوق التعافي
وتمت تسمية الصندوق الأوروبي الجديد بصندوق التعافي وسط آمال ببلوغ سقف 750 مليار يورو (857.33 مليار دولار) ، والميزانية المرتبطة به البالغ حجمها 1.1 تريليون يورو لأعوام 2021-2027 . وتأتي هذه الخطوة بهدف رسم سياسات الإصلاح للسنوات المقبلة والمعنية بإنعاش اقتصاد أوروبا ومعالجة الركود الخطير الذي لم ير الغرب مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية .
ولم يخف الاتفاق «التاريخي» أوجه الخلاف الحاد بين بلدان الإتحاد الأوروبي ، وسط تحد جديد تواجهه الدول المعنية لتمرير الاتفاق في البرلمان الأوروبي أذ يتعين المصادقة عليه من الدول الـ27 .
ويرى متابعون أن العالم دخل حالة من الركود الاقتصادي الحاد بعد فرض إجراءات مشددة يوما بعد يوم لمواجهة هذا التحول الدولي الطارئ نتيجة انتشار فيروس «كورونا» في أغلب الدول. هذه التغيرات خلفت تأثيرات خطيرة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العالم كما ألقت بظلالها على النظام الدولي برمته وهددت مستقبل تحالفاته التقليدية في ظل هذه التحولات وتداعياتها الخطيرة على الصورة النمطية المعتادة لإصطفافات العالم .
وخلال الأزمة الأخيرة اتخذت دول أوروبا إجراءات وقيود مشددة لمجابهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي بادرت إلى إغلاق حدودها وتعليق الرحلات الجوية القادمة إليها من كل أنحاء أوروبا وهو ما أثار حفيظة بعض دول القارة العجوز معتبرة أنه قرار «أناني» من واشنطن. ولئن تعيش أوروبا هذه الفترة أحلك مراحل انتشار الوباء ، فإن إيطاليا تعدت نوعا ما مرحلة الخطر وسط آمال بأن يسهم صندوق ‘’التعافي’’ في إخراج البلاد من عنق الزجاجة.

المشاركة في هذا المقال