Print this page

بعد تصاعد التوتر بين مصر وتركيا: فرضيات المواجهة بين القاهرة وأنقرة في ليبيا

يتصاعد التوتر بين القاهرة وأنقرة في ليبيا يوما بعد آخر ، إذ تحاول تركيا تعزيز تواجدها العسكري بحريا أو بريا ، مما جعل مصر تهدّد بالردّ

عسكريا لحماية أمنها القومي وأمن حدودها مع ليبيا.في حين تواصل قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا التهديد بالتقدم نحو مدينة سرت الإستراتيجية باتجاه الجفرة أين تتجمع قوات حفتر المنسحبة من ترهونة وضواحي طرابلس.

ويرى مراقبون أنه ورغم حالة الاحتقان التي تطبع المشهد العسكري إلا أن إمكانية اندلاع الحرب مجددا سواء بين حكومة الوفاق وقوات حفتر أو بين مصر وتركيا مستبعدة جدا وغير متوقعة لعدة أسباب، أهمها الموقف الأمريكي الرافض للحرب والدافع نحو انطلاق المفاوضات بين الفرقاء المحليين والتوصل قبل ذلك إلى تفاهمات نهائية بين الدول المؤثرة.
وأضاف المراقبون بأنّ الخلاف الأكبر بين تلك الدول هو الخلاف بين فرنسا وتركيا، المراقبون لفتوا إلى أنّ كل ما يجري الآن هو مناورات وضغوطات على هذا الطرف وذاك لتحسين شروط التفاوض .هذا دوليا أما محليا فالعائق الأهم هو موضوع النفط والذي تدور بشأنه مفاوضات سرية في إحدى العواصم الأوروبية المحايدة، وبحسب تسريبات متعلقة بتلك المشاورات فان الاتفاق النهائي أضحى وشيكا جدا وحتى اشتراط قبائل برقة نقل الوطنية للنفط إلى بنغازي لن يعرقل تنفيذ اتفاق النفط المتوقع أما بشأن المرتزقة السوريين فإن تركيا وحكومة الوفاق بصدد إيجاد حل لهم والمرجح أنهم لن يغادروا ليبيا.

توترات سياسية
سياسيا لوحظ عودة شخصية عقيلة صالح رئيس مجلس النواب بقوة للمشهد بعد قيامه بعدة زيارات خارجية ومحادثات حول الملف الليبي عبر الفيديو، ودعوة روسيا مصر وفرنسا لتنفيذ مبادرة رئيس مجلس النواب الداعية إلى تغيير سريع للمجلس الرئاسي ليكون مكونا من 3 أسماء فقط بدل 9 .
إلى ذلك جدد القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر أمس مطالبته وموافقته على وقف إطلاق النار في كل الجبهات، في حين ترفض الوفاق وقف الحرب ومازالت تراهن على الحسم العسكري مشتغلة تفوقها الميداني الذي جاء بفضل الدعم التركي.
علما بأن حفتر كان والى وقت قريب هو الرافض لوقف الحرب لكن لما أيقن بتغيير في ميزان القوة الذي تحول لصالح الوفاق أصبح هو الذي يطالب بوقف الحرب وتحول من رجل حرب إلى رجل سلام.

موقف القبائل
السؤال المطروح أين القبائل من هذا الذي جرى على الساحة الليبية؟ بداية لابد من التذكير بان ليبيا يحكمها الأنموذج القبلي وكل ما يحدث فيها له علاقة بالأعيان والقبائل النافذة، فحفتر زحف نحو طرابلس بدعم أهم قبائل برقة وموافقة قبائل غرب ليبيا سيما ترهونة لكن عندما فشل حفتر في تحقيق ماجاء من أجله وسقط الآلاف من أبناء تلك القبائل بين قتلى وجرحى تراجع دعم القبائل ما اضطر بحفتر إلى الانسحاب.

يظل موقف القبائل محددا لمسار الأزمة الراهنة في ليبيا لكن ما عرقل مساعي الأعيان بحل الأزمة هو حجم التدخلات الخارجية وغياب الجدية لدى أعضاء مجلس الأمن الدائمي العضوية ،وعدم دعمهم بعثة الأمم المتحدة والذي اعترف به غسان سلامة نفسه بعد استقالته من منصب المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا.
كذلك تمسك بعض من الإطراف المحلية بمصالحهم الذاتية وعدم وجود مشروع وطني يجمع الليبيين فحتى مشروع حفتر، والذي قال حوله انه مشروع وطني اتضح بالكاشف بأنه يمهد بحكم عسكري يذكر بحكم القذافي.

المشاركة في هذا المقال