Print this page

بعد اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي: عودة الاغتيالات السياسية في العراق ..تضع تحديات جديدة أمام حكومة الكاظمي

يؤشر اغتيال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي الخبير في الحركات الإرهابية ، إلى دخول العراق مجددا في دوامة الاغتيالات السياسية

بكل ما تحمله من مخاطر على استقرار وأمن هذا البلد . فمقتل الهاشمي هزّ العراق وشكّل صدمة قوية لشعب الرافدين الذي ما زال يشق طريقه المليئة بالجمر والنار باحثا عن آفاق أوسع نحو التخلص من الإرهاب والفساد والمحاصصة الطائفية. كما تضع هذه الجريمة الإرهابية حكومة مصطفى الكاظمي أمام صعوبات وتحديات.
وقد دفع ذللك رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة إلى تجديد تأكيد عزم الحكومة على ملاحقة الجناة الذين استهدفوا المحلل الأمني والاستراتيجي قرب منزله في حي زيونة شرقي بغداد.
خطر الإرهاب
كان هشام الهاشمي في حواراته ومقالاته ومؤلفاته العديدة حول الإرهاب يركز على أسباب تصاعد الجماعات الإرهابية وكيفية مواجهتها فكريا وأمنيا وسياسيا. وقد خصّ «المغرب» بحوارات عديدة وعبّر في آخر حوار له في 13 جوان الماضي عن أن العراق يمتلك خبراء ومحاورين قادرين على الخروج بمكاسب عديدة وأعرب عن ثقته حيال مهارة الفريق العراقي. فالمهم اليوم بالنسبة للعراقيين أن لا تمر هذه الجريمة دون عقاب، وإن يكون للعدالة الصوت الأعلى والأخير».
لقد جاءت هذه الجريمة في وقت يشهد فيه العراق صعوبات عديدة زادتها جائحة كورونا وطأة . فحسب آخر التقارير والأرقام فان نسبة الفقر ارتفعت في هذا البلد إلى 31.7 %، بسبب تداعيات فيروس «كورونا». وحسب المصادر الرسمية فان كورونا تسببت بإضافة 1.4 مليون عراقي جديد إلى إجمالي أعداد الفقراء البالغ عددهم 10 ملايين شخص.
وفرض العراق إجراءات للحد من تفشي فيروس كورونا تمثلت بفرض حظر للتجوال جزئي وشامل، وإغلاق المطارات والحدود وإيقاف عمليات التبادل التجاري في المعابر، وإغلاق العديد من المصانع والمعامل والشركات، وتعطيل الدوام في المؤسسات الحكومية، وإغلاق الأسواق. وقد وصل عدد الإصابات الى 67 ألفا و442 عراقيا، توفى منهم 2779 ، مع تعافي 37 ألفا و879، بحسب وزارة الصحة العراقية.
وضع صعب
وفي خضم هذا المشهد المتلبد أكد الناشط الحقوقي العراقي قاسم آل جابر في حديثه لـ«المغرب» ان الوضع السياسي العراقي متخبط ولا يوجد أمل في استقراره لكثرة الأحزاب والمليشيات والدفع من الخارج إلى عدم الاستقرار ونشر الفوضى وبثّ الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وأضاف بالقول: «وزاد من ذلك وباء كورونا -الذي اجتاح العراق بشكل كبير جدا- في وضع تعيش فيه المؤسسات الحكومية وخاصة الصحية منها فشلا كبيرا جدا لعدة أسباب أهمها المحاصصة وتوزير غير الأكفاء وتدخلات الاحزاب ولجانها الاقتصادية في عمل الوزارات التي تعاني بالأساس من الإهمال والتخبط في القرارات وعدم وجود مشاريع تنموية تعالج مشاكل العراق الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى مع وجود فساد مالي واداري غير مسبوق».
اما بخصوص خطر «داعش» الإرهابي وعودة الاغتيالات السياسية فقد أجاب بالقول :«الأمر حسم عسكريا لصالح القوات العراقية التي هزمت داعش الذي ولّى الى غير رجعة مع وجود بعض الجيوب التي تحاول ان تربك الوضع ولكنها تفشل في كل محاولاتها». اما بشأن المعادلة النفطية في العراق ومن يتحكم بها اليوم أجاب :«النفط العراقي مرهون بيد الولايات المتحدة الأمريكية حتى اموال النفط تذهب الى مصارف خاصة في امريكا ولا سلطة للعراق عليها».
يشار الى ان الجيش العراقي، كان قد اعلن أن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن دمرت أهدافا لتنظيم «داعش» الإرهابي شمالي البلاد.
ومنذ مطلع العام الجاري، تزايدت وتيرة هجمات يشنها في الغالب مسلحو «داعش» الإرهابي ، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم «مثلث الموت».
ورغم اعلان النصر عليه عام 2017 ، إلا أن التنظيم الإرهابي لا زال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.

المشاركة في هذا المقال