Print this page

ليبيا : أبعاد لقاء السراج بوفد عسكري تركي رفيع المستوى في طرابلس

مع استمرار ركود مياه العملية السياسية ونجاح حلفاء حفتر مصر الإمارات وفرنسا في إيقاف تقدم قوات الوفاق نحو مدينة سرت،

والاقتراب من الهلال النفطي ، من خلال تهديد مصر بتدخل عسكري مباشر ومن أجل تهدئة الأوضاع، جاءت تسريبات تتحدث عن اتجاه الدول المؤثرة وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي لنشر قوة حفظ سلام أممية للفصل بين طرفي الصراع وإيجاد منطقة منزوعة السلاح تبدأ من سرت وحتى الجفرة .
وحول تواصل التصريحات النارية بين طرفي الصراع والاقتتال وتهديد الوفاق باقتحام سرت وتهديد حفتر بدخول مصراته، يرى مراقبون بان ذلك كان بهدف تحسين شروط التفاوض لسبب بسيط وهو أن القوى العظمى حسمت أمرها حيال أزمة ليبيا بمعنى انه لا حل في ليبيا غير الحل السياسي.

في هكذا سياق عادت شخصية عقيلة صالح لتتصدر المشهد السياسي بقوة لكن دون أن يكون البديل لحفتر، فالأخير ورغم هزائمه المتتالية اظهر خبثا سياسيا بقبوله الانسحاب من محيط طرابلس أولا ثم إلى مناطق بعيدة، فموافقته على وقف إطلاق النار أحرج حكومة الوفاق أمام الرأي العام المحلي والدولي وأفقدها برهانها على الحسم العسكري ، بما يعني أن المجتمع الدولي اليوم يراهن على السراج – حفتر وعقيلة صالح أيضا.

وفي إطار محاولات حلحلة الأزمة برزت مجددا، مبادرات من عدة منظمات غير حكومية من خلال تنظيم ملتقيات حوارية تجمع مختلف مكونات الشعب الليبي من ذلك ما قام به المركز الأمريكي الإفريقي.
كذلك نجد اهتماما بإعادة السلام من طرف المجلس العربي للتكامل الإقليمي الذي يديره مصطفى الدسوقي، ويعمل هذا المجلس على إنجاز ورشة ضخمة للمصالحة الوطنية الشاملة و يتجه المجلس إلى النسيج الجمعياتي بعد فشل جميع مبادرات حلحلة الأزمة الراهنة في ليبيا .

التعاون التركي الليبي
إلى ذلك حل بطرابلس وزير الدفاع التركي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى وعقد جلسة مع السراج وأعضاء حكومة الوفاق ، زيارة أثارت الكثير من الجدل حول حقيقة نوايا تركيا في ليبيا والمنطقة ، عموما إذ أكد طيف من الملاحظين بان زيارة بهذا الحجم والمستوى تهدف إلى تخطيط تركيا لتثبيت وجودها العسكري. فيما ذكرت تسريبات أن تركيا تريد حماية مصالحها في ليبيا وحماية حكومة السراج من أي تهديد وأن تركيا تريد منحها قاعدة الوطية – والقاعدة البحرية في مصراته. بينما يرى شق آخر وهو قريب من الوفاق أن زيارة الوفد العسكري التركي تهدف لمزيد التعاون العسكري سيما مجال التدريب ..

في المحصلة يبدو ان الأطراف الدولية الفاعلة كل منها يرى الطرف الذي يراهن عليه شرعيا وهي السراج – عقيلة صالح وحفتر . تركيا ترى أنها تدخلت لدعم السراج وحكومة الوفاق الذي أخذ شرعيته من الاتفاق السياسي، فرنسا مصر – الإمارات وروسيا تدعم ودعمت حفتر . وترى انه اكتسب شرعيته بفرضه أمرا واقعا على الأرض وعندما تراجع وانسحب اتجهت تلك الدول إلى شخص عقيلة صالح رئيس البرلمان المعترف به دوليا ومن هنا يتجه الجميع للمفاوضات السياسية .

المشاركة في هذا المقال