Print this page

ليبيا: مصير «المرتزقة» يثير جدلا داخليا ويزيد من تعقيد الأزمة

قالت تقارير إعلامية أن من بين أهم شروط القيادة العامة للجيش الذي يقوده خليفة حفتر للقبول بوقف الحرب والذهاب إلى طاولة المفاوضات

والحوار مع حكومة الوفاق تحت رعاية الأمم المتحدة، كانت ومازالت تلك المتعلقة بإخراج «المرتزقة» لكن تركيا ترفض إعادتهم من حيث جلبتهم أي من شمال سوريا.

والجديد في الموضوع وجود انقسام داخل حكومة الوفاق بعد أن رفض وزير داخلية السراج فتحي باشا اغا فكرة توطين المرتزقة في ليبيا في حين يخضع السراج الى ضغوطات من أطراف اقليمية ودولية حتى يبقى الآلاف من المرتزقة في ليبيا بالإضافة إلى مقترح منحهم الجنسية الليبية وهي أيضا فرضية يتم تداولها بين الأوساط السياسية الليبية .
الداعمون لهذا الخيار يؤكدون أن هؤلاء كان لهم فضل في دحر قوات حفتر ويحاولون منذ أسابيع استعادة مدينة سرت بالتعاون مع قوات الوفاق المعترف بها دوليا، بينما يرى الشق الآخر أن جزءا كبيرا من المرتزقة متطرفون أرادت تركيا إبعادهم عن حدودها عبر نقلهم إلى ليبيا، كما يؤكد هذا الشق أن هؤلاء المتطرفين ارتكبوا انتهاكات فظيعة داخل طرابلس وترهونة من اختطاف للنساء ونهب وسرقة .من جهة ثانية شكل تواجد المرتزقة وبينهم المتطرفون مصدر قلق دول الجوار العربية مصر تونس والجزائر .

وقف التدخل العسكري
ميدانيا يشهد محور غرب سرت ما يعرف عسكريا بعمليات الكر والفر بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والتي سبق لها ان أكدت علي لسان رئيسها فائز السراج عزمها على السيطرة على كامل التراب الليبي بما في ذلك اقليم برقة . ميدانيا أكدت القيادة العامة للجيش الذي يقوده حفتر إسقاط دفاعاتها الجوية ل 12 طائرة مسيرة في الأسبوع الماضي وأسر عدد من مقاتلي المجموعات المسلحة وقتل عدد آخر. فيما تحدثت مصادر طبية من داخل مصراته معقل جماعة الإخوان عن استقبال ثلاجات الموتى مائة قتيل اغلبهم أصيلي المدينة.

اجتماع الجزائر
إلى ذلك أنهى مجلس الأمن والسلم التابع للإتحاد الإفريقي اجتماعه بالجزائر وجاء في بيان صادر في الغرض أن استمرار القتال في ليبيا يفاقم ويفتح الباب أمام التدخلات الخارجية ويمهد لخرق سيادة ليبيا. وعبر البيان عن قلق الاتحاد الإفريقي بسبب استمرار الانقسام والعنف المسلح بين الأطراف المتحاربة كما خدر البيان من تداعيات التصعيد الأخير على المهاجرين وطالبي اللجوء. وجددت الهيئة الإفريقية إدانتها الشديدة لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون السلام والأمن وهو ما يقوض السيادة الوطنية وجهود السلام. مشددة على أنّ يكون كل دعم خارجي منسقا وموجّها بشكل جيد لخدمة أهداف الاتحاد الإفريقي في سياق خطة إنقاذ ليبيا.
وشدد البيان الختامي لمجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي كذلك على ضرورة الاتفاق حول دعوة رئيس مفوضية الاتحاد لإنهاء الاقتتال وفتح الباب لإنجاز المصالحة الوطنية الشاملة ووقف الحرب فورا ومن هناك العودة السريعة للمفاوضات علي صلة بذلك أعلنت دولة جنوب افريقيا دعم إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية سلميا .
والجدير بالملاحظة أنّ الاتحاد الإفريقي سبق له أن طرح عدة مبادرات لحل الأزمة غير أن صراع النفوذ والمصالح بين الدول العربية سواء بين الولايات المتحدة وروسيا أو بين فرنسا وايطاليا افشل تلك المبادرات ،وكانت للاتحاد الافريقي إسهامات في إطار اللجنة الرباعية كما قام الاتحاد ببعث اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بليبيا .ليأتي التدخل العسكري

التركي وإغراق ليبيا بالسلاح والمرتزقة وقبله هجوم حفتر على طرابلس ليخلط الأوراق مجددا .
وأكدت وحيدة العياري المبعوثة الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي لـ’’المغرب’’ أن الاتحاد له ثوابت حيال حلحلة الأزمة الراهنة في ليبيا .ثوابت تقوم على انجاز المصالحة الشاملة فليبيا تسع الجميع وللجميع ولا يمكن إقصاء أي مكون . وأكدت العياري على ضرورة تهيئة الأرضية والظروف لأي مبادرة بمعنى وقف الاقتتال وزرع شيء من الثقة بين الفرقاء، وختمت الممثلة الخاصة لرئيس المفوضية لدي ليبيا بان طبيعة الليبيين المحبة للسلام وحكمة الأعيان والمشايخ ووجود ساسته ورجال سلام في ليبيا كله بالإمكان استغلاله و البناء عليه لإعادة الأمن والاستقرار للبلد من الصراعات السياسية والعسكرية ..

المشاركة في هذا المقال