Print this page

فيما تتصاعد المواجهات على تخوم طرابلس: فرنسا تحذر من تكرار سيناريو سوريا في ليبيا

شهد محور طريق المطار بطرابلس مواجهات عنيفة استعملت فيها مختلف انواع الأسلحة شأنه شأن محور عين زارة . مصادر من غرفة عمليات

الكرامة كشفت عن سقوط ما لا يقل عن واحد وثلاثين قتيلا أغلبهم من المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم تركيا لدعم حكومة الوفاق فيما اكدت غرفة عمليات بركان الغضب على نجاح قوات حفتر وتكبيدها خسائر فادحة لخصومها في الارواح والعتاد.
إلى ذلك لمحت مصادر خاصة لـ«المغرب» وقريبة من قوات الكرامة الى وجود مساع مكثفة لاقناع روسيا من أجل تنفيذ عقود شراءات أسلحة كان قد أبرمها القذافي مع موسكو قبل 2011 ، دون ذكر ماإذا كانت روسيا تفاعلت إيجابا ام لا مع رغبة القيادة العامة للجيش الليبي .علما بان الكرملين سبق أن ندد بالتدخل التركي واعتبره خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يمنع بيع السلاح لأي طرف ليبي . ولكنها تطالب دوما بالحل السلمي والعودة إلى المفاوضات سواء بين الفرقاء الليبيين أو بين الدول المعنية بالملف الليبي .
علي صلة بالتدخل التركي وإرسال المرتزقة كشف الناشط السياسي فرج نجم من بنغازي في تصريح لـ«فرانس 24» بان انقرة قامت بجلب ونقل أكثر من عشرة الاف ارهابي من ادلب السورية إلى ليبيا. مضيفا بأن الجيش الوطني الليبي يواجه احتلالا لا غزوا تركيا وسط صمت دولي رهيب . وتساءل فرج نجم عن عدم وجود موقف للافريكوم بخصوص التدخل التركي.

فرنسا قلقة مما يجري في ليبيا
في ذات الإطار أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان الوضع في ليبيا –مزعج للغاية- محذرا من تكرار سيناريو سوريا في البلاد. وفق ما نقلته –رويترز. وقال لودريان أمام جلسة بمجلس الشيوخ الفرنسي «نخشى ونحذر من تبعات إرسال مرتزقة وأسلحة إلى ليبيا». الجدير بالملاحظة ان وزير الخارجية الفرنسي تحادث هاتفيا مع نظيره المصري سامح شكري حول تطورات الازمة الراهنة في ليبيا .حيث أكد الطرفان على ضرورة مضاعفة العمل لبسط الأمن والاستقرار والقضاء على الارهاب في ليبيا.
وفي سياق حلحلة ازمة ليبيا اجرى الرئيس التونسي قيس سعيد اتصالا هاتفيا مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، و ذلك لبحث التطورات الحاصلة سعيد جدد للسراج موقف تونس الثابت من أزمة الشقيقة ليبيا والقائم على احترام سيادة ليبيا وإرادة شعبها ومساعدته على تجاوز المحنة .

«الأفريكوم» تتهم روسيا
أصبح مؤكدا وثابتا وجود عناصر مقاتلة روسية تابعة للشركة الأمنية الروسية عددهم غير معلوم بالضبط لكنه لا يقل عن ألف ومائتي مقاتل محترف. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح كفة المعركة لصالح حفتر مما جعل طرابلس على حافة السقوط بيد قوات حفتر ، وهو ما أجبر أحد أبرز حلفاء جماعة الإخوان في الإقليم اي تركيا على التدخل وتوقيع مذكرة تفاهم عسكري أمني بموافقة واشنطن لإعادة التوازن في القوة على الميدان والاجواء.

ورغم أن التوازن حدث إلا أن الاتهامات لم تتوقف من الولايات المتحدة ضد موسكو ، وقد جاءت هذه المرة من قيادة الأفريكوم متهمة روسيا بتزويد مرتزقة حفتر من شركة فاغنر بطائرات مقاتلة. وكانت مصادر من قيادة المشير حفتر ذكرت وأكدت مؤخرا تسلمها لمقاتلات من نوع ميغ 29 من الجيل الرابع و 35 –مروحية مقاتلة متطورة.
يشار إلى أن الكرملين والخارجية لم يصدر عنهما أي رد أو موقف عن هكذا اتهامات . ويرى مراقبون بان روسيا بصدد استنساخ السيناريو السوري في ليبيا. فباستعراض تفاصيل المشهد العسكري السوري وتدخل الروس، نجد انه السيناريو مماثل لما هو عليه المشهد في ليبيا اذ كانت المعارضة السورية علي ابواب دمشق .لكن فجأة انقلبت المعطيات لتراجع المعارضة ويتقدم النظام السوري نتيجة الدعم الروسي.

تحدي وقف القتال
دون شك كانت كل الجهود منصبة الآن على وقف القتال ومن هناك الذهاب للحوار وإنشاء حكومة موحدة .ومن المتوقع تعيين أحد رموز القذافي على راس تلك الحكومة –ابو زيد دوردة وفق تسريبات إعلامية–وقد التقى هذا الأخير مع حفتر. الإشكال الراهن هو تصميم حفتر على استعادة مواقع خسرها في غرب البلاد. يؤكد المراقبون بأن تأكيد الكرملين حول إرسال مبعوث إلى بنغازي لإقناع حفتر بقبول وقف اطلاق النار يزيد من فرص العودة إلى طاولة التفاوض.

ولفت هؤلاء المراقبون الى أن صراع المصالح في ليبيا اشتدت حدته مؤخرا بين الدول الغربية. لكن رغم الغموض فان الثابت بان روسيا لا تريد حربا شاملة في ليبيا ؛كذلك الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وحجم ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، كل ذلك يجعل واشنطن لا تريد تصعيد الموقف في ليبيا. المحصلة ان الأمور سوف تتجه للتهدئة لكن دون بروز حل نهائي.

وسط هذه التجاذبات يكاد دور دول الجوار يغيب تماما عن التطورات الحاصلة في دولة مهمة جدا لكافة جيرانها من عرب وأفارقة ، صحيح وأن تونس لديها رغبة في تهدئة الأوضاع وكذلك مصر، لكن في ظل تعنت الليبيين وعمق الخلافات تبدو دول الجوار شبه عاجزة عن تحريك مياه العملية السياسية . لذلك تركز هذه الدول على تأمين حدودها والاستعداد للتطورات القادمة رغم الكلفة الباهظة التي تتحملها ميزانية تلك الدول .

المشاركة في هذا المقال