Print this page

بعد اعلان حفتر التخلي عن اتفاق الصخيرات وتوليه حكم البلاد: أمريكا رافضة .. روسيا متفاجئة ... وانقسام داخلي حاد

أعلن القائد العام للجيش الليبي مشير حفتر في خطال تلفزيوني أمس الأول تخليه عن الاتفاق السياسي الموقع بين الأطراف الليبية

في مدينة الصخيرات المغربية وما نتج عنه .مشددا على «ضرورة تصحيح المسار واعادة الامور الي نصابها». و اتهم حفتر المجلس الرئاسي بالتسبب في الوضع المؤساوي الذي تعيشه ليبيا .وأكد حفتر أنه ''قبل تفويضا من الشعب لقيادة لقيادة المرحلة المقبلة'' تمهيدا لـما أسماه '' بناء دولة مدنية''.

وأثار هذا الخطاب ردود فعل دولية ومحلية غاضبة من الخطوة التي أعلنها حفتر،ويرى مراقبون لتطورات ازمة ليبيا بان خطوة حفتر وتخليه عن الاتفاق السياسي تبدو متوقعة و غير مفاجئة في ظل شبه انسداد المسار السياسي خاصة بعد خسارته لعدة مواقع في الغرب الليبي على غرار صبراته.وأيضا عجز قواته المرابطة منذ اكثر من عام حول محيط طرابلس.اضافة الى خشية حفتر من سقوط قاعدة الوطية جنوب غرب طرابلس وما تمثله من اهمية بالغة.كل ذلك اعتبره المراقبون سببا جعل حفتر يقفز إلى الامام ويعلن تخليه عن اتفاق الصخيرات. وتشكيل مجلس عسكري مصغر يتركب من 3 شخصيات برئاسة حفتر وعضوية صقر الجروشي قائد سلاح الجو ونجله صدام حفتر لتولي زمام الامور .الجدير بالملاحظة بان حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة نددت بما اعتبرته «انقلابا جديدا» على السلطة للمشير خليفة حفتر بعد إعلان حصوله على «تفويض شعبي» لإدارة الحكم و»إسقاط» الاتفاق السياسي الذي وقعه الليبيون قبل نحو خمسة أعوام.

مواقف دولية
اما دوليا فقد أصدرت سفارة الولايات المتحدة بطرابلس بيانا أمس الأول الاثنين عبرت فيه عن أسفها لما قام به حفتر بعد تخليه عن الإتفاق السياسي داعية الجميع إلى وقف الامتثال والعودة للحوار السياسي وهو نفس الموقف الذي صدر عن البعثة الاممية للدعم لدى ليبيا .في حين جاء في بيان صادر عن خارجية الروسية أن خطوة حفتر كانت مفاجئة . تداعيات التخلي عن المسار السياسي وإسقاط اتفاق الصخيرات.

يكاد يجمع أغلب المراقبون على أنّ خطوة حفتر سوف تكون لها تداعيات كبيرة وربما تسبّبت في اندلاع حرب إقليمية في ليبيا بين أطراف دولية داعمة لجماعة الإخوان –تركيا – وأطراف أخرى داعمة لحفتر –مصر الامارات ... سيما وأنّ أحد دوافع إقدام حفتر على طلب اسقاط اتفاق الصخيرات هو يقينه بان قواته لن تستطيع الصمود أكثر في محاور طرابلس بسبب لدعم التركي لحكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة .حيث تتحدث التقارير عن وجود ما بين 5 و 8 آلاف مرتزق في طرابلس ومصراته والزاوية اضافة إلى ضباط أتراك..

غياب الحلّ
إذن الحرب الإقليمية متوقعة خاصة وسط تباين المواقف الداخلية بين داعم ورافض لخطوة المشير حفتر وأيضا غياب الدعم الدولي اللازم لمثل هذا القرار مقابل دعم المجتمع الدولي لحكومة الوفاق بقيادة رئيسها فايز السراج .
ولفت متابعون إلى أن المشهد الليبي الراهن يشهد تجاذبات حادة في غياب حلّ أو تسوية سياسية للأزمة الراهنة رغم أنّ المبادرات الإقليمية والدولية إلاّ أنها فشلت في إرساء أية أرضية ملائمة للحلّ.

المشاركة في هذا المقال