Print this page

خلال لقاء ميركل وحفتر: تأكيد ألماني على عدم إمكانية حل النزاع الليبي عسكريا

صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية ،ستيفن زابيرت بان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أكدت خلال استقبالها القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر

بأنه لا حل للنزاع في ليبيا عسكريا، ودعت إلى ضرورة تطبيق هدنة وتحقيق تقدم في العملية السياسية وفقا لقرارات مؤتمر برلين .وكان المشير خليفة حفتر قد تباحث آخر تطورات الأزمة الراهنة في ليبيا مع ميركل .وجدد التزامه بوقف الحرب شرط التزام حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار، رسالة كان حفتر نقلها إلى المسؤولين الفرنسيين قبيل زيارته لألمانيا .
ويرى مراقبون بان العائق الأكبر أمام تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين سيما نقطة وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع هي مدى التزام الطرفين بوقف الحرب حيث أكدت التجارب السابقة عجز حكومة الوفاق على السيطرة على المجموعات المسلحة الموالية لها، وبالذات ميليشيات مصراته وبعض من مليشيات طرابلس المكونة لما يعرف بكتيبة ثوار طرابلس والزاوية فهذه الميليشيات ترضخ فقط لأمرائها و هؤلاء الأمراء تحكمهم المصالح الشخصية.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د


إذ أن اغلب أمراء المليشيات بالمنطقة الغربية الزاوية ، زواره هم عبارة عن بارونات تهريب بمختلف أنواعه ، تهريب المحروقات، تهريب البشر وغيره، أمراء الحرب بينهم جماعات متشددة موالية لتنظيم القاعدة وبقايا أنصار الشريعة وتنظيمات أخرى مصنفة جماعات إرهابية من طرف مجلس النواب في طبرق ونعني تنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي.
ولفت شق من المراقبين إلى أن هؤلاء الذين اخرجوا حكومة الوفاق والسراج أمام المجتمع الدولي في عدم الإيفاء بما يتعهد به في إطار البحث عن تسوية سلمية إذ لا خلاف حول حرص السراج على إرساء السلام في بلاده .. لكنه تعرض ويتعرض لشتى أنواع الضغط والابتزاز في المقابل يعاني القائد العام من ذات الإشكال لكن بأقل حدة، حيث لا يخفى على الجميع بان اللواء التاسع من ترهونة يشكل العمود الفقري لقوات حفتر التي تخوض حربا على أبواب العاصمة طرابلس منذ الرابع من افريل الفارط ولا تريد وقف الحرب قبل كسر شوكة ميليشيات مصراته وطردها من طرابلس، علما بان اللواء التاسع كان خاض حربا مع تلك الميليشيات للسيطرة على طرابلس قبل هجوم الرابع من افريل وأن خلافات عميقة وتاريخية بين ترهونة ومصراته. وتدرك ترهونة أن أي وقف للحرب هو بمثابة هزيمة لها المحصلة أن كل من السراج وحفتر يريدان إرساء السلام لكن في نفس الوقت كلاهما يعاني من اكراهات وضغوطات .
أدورا خارجية
واقع تدركه القوى العظمى والأمم المتحدة ومن ثمة أيقنت انه لا مناص من إرسال فريق مراقبة للسهر على تنفيذ وقف إطلاق النار أو قوة حفظ السلام، حيث بدأت الولايات المتحدة التحرك في هذا الاتجاه من خلال مشاورات سرية ومعلنة من عدة دول مؤثرة في المشهد الليبي .
ومن المشاورات المعلنة تلك التي جرت الأسبوع الفارط مع جنوب إفريقيا والاتحاد الإفريقي التمسك بلعب دور محوري ضمن مسار حل سلمي للصراع بما في ذلك التكفل بإرسال بعثة مراقبة عسكرية ،فكرة إرسال هكذا بعثة ناقشها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غير أن الأمم المتحدة رفضتها كما رفضها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية مثلما رفضها المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية المجتمع مؤخرا في ترهونة .
في غضون هذه التجاذبات تتواصل العمليات العسكرية سواء في محيط طرابلس أو جنوب مصراته – محور أبو قرين – وسط أنباء عن استمرار تركيا إرسال المقاتلين و الأسلحة إلى حكومة الوفاق، إلى ذلك كشفت تسريبات استخباراتية – أمنية تجهيز حكومة الوفاق لهجوم مضاد ضد قوات حفتر المتمركزة على تخوم طرابلس الجنوبية تطورات تؤشر لتصعيد عسكري جديد سوف لن يزيد الأزمة إلا تعقيدا .

المشاركة في هذا المقال