Print this page

أوروبا تتأهب لانتشار وبائي لفيروس كورونا: بعد مناطق الشمال الإيطالي ينتشر الفيروس في صقلية: 7 موتى و قرابة 300 مصاب

أعلنت السلطات الإيطالية عن تفاقم عدد المصابين بفيروس كورونا شمال البلاد إلى ما يقارب 300 شخصا و حصول 7 وفايات في مدينتي كودونيو و البندقية.

و اشارت مصادر طبية أن الإصابات في ارتفاع مستمر و أن المستشفيات تسجل في منطقة لومبارديا وقوع حالة جديدة كل ساعة. وذكر رئيس منطقة صقلية أن إصابة سجلت يوم الثلاثاء 25 فيفري في مدينة بالرمو تم فيها نقل المصاب إلى المستشفى وعزل أفراد عائلته. ومن المتوقع أن ينتشر الفيروس إلى مدن ميلانو وفلورونس و روما. و تحركت المفوضية ببروكسل و عديد العواصم الأوروبية لإتخاذ اجراءات وقائية بعد أن أصبحت إيطاليا ثالث حاضنة للفيروس في العالم بعد الصين و كوريا الجنوبية.
وقامت الحكومة الإيطالية بفرض إجراءات وقائية و أخرى علاجية لمقاومة تفشي الفيروس في باقي المدن الإيطالية. من ذلك أن أعلنت عزل 11 مدينة في مقاطعة لومبارديا ومطالبة المواطنين بعدم الخروج من منازلهم وغلق كل المدارس والجامعات والمحلات التجارية والثقافية والرياضية و منع التظاهرات الجماهيرية منها مهرجان البندقية الشهير و كل المهرجانات المقامة يوم الثلاثاء الذي يصادف يوم الإحتفال بثلاثاء المرفع. و في هذا الصدد أعلنت منظمة الصحة الدولية أن امكانية أن يصبح انتشار الفيروس في حالة وبائية ممكن وأن المنظمة تدرس حاليا تبعات أن يصل الوضع إلى وباء شامل يمس كل بلدان العالم أو جزءا كبيرا من القارات.
إجراءات وقائية
واتخذت السلطات الإيطالية حزمة من الإجراءات الوقائية الجديدة بعد أن اكتشفت أن تسرب الفيروس يحصل أساسا في المستشفيات. فقررت منع المصابين أو المشتبه في إصابتهم من التنقل مباشرة إلى المستشفيات وركزت مناطق استقبال خاصة تجري فيها الفحوصات الأولية على أن يتم نقل المصابين الحقيقيين إلى مستشفيات معينة للاعتناء بهم وذلك لتجنب نشر الفيروس بصورة عشوائية.
وأخذت الحكومة قرارات تتعلق بمنع جولان الشباب في الرحلات الدراسية المبرمجة وإغلاق ملاعب كرة القدم والمسارح وقاعات السينما وغيرها من الأماكن التي تستقبل الجمهور في عدد كبير من مدن الشمال. وشمل ذلك الامتحانات الوطنية المبرمجة في 14 مقاطعة إدارية في الشمال وكذلك في العاصمة روما. و تحركت بعض البلديات خوفا من الإصابات لفرض إجراءات صارمة على التنقل ولو أنها لا تشكو من أي إصابة مما جعل جيوزيبي كونتيه رئيس الحكومة يتحرك للتنديد بتلك القرارات الأحادية الجانب والمطالبة بالتنسيق المسبق مع المركز المكلف بإدارة عمليات مقاومة الفيروس حتى لا تنتشر حالة الرعب في البلاد.
أوروبا تتحرك
و تحركت المفوضية الأوروبية مباشرة للتنسيق مع العواصم الأوروبية بسبب وضع الحدود المفتوحة في نظام شانغان والذي لا يمنع تنقل الأشخاص. ورصدت بروكسل 10 ملايين يورو كدفعة أولى لتكثيف البحوث من أجل التوصل إلى تلقيح مضاد لفيروس «كوفيد – 19». ومن المنتظر أن تجتمع المؤسسات الصحية الأوروبية في العاصمة البلجيكية لتدارس الوضع والتنسيق فيما بينها.
أما على مستوى العواصم فالتعامل مع الظاهرة اختلف من بلد لآخر. ففي حين ابقت باريس حدودها مع إيطاليا مفتوحة علما أن المناطق الحدودية بين البلدين تشهد يوميا تنقلا طبيعيا للعملة في المؤسسات المركزة على الحدود في فرنسا وإيطاليا، قررت بلدان أوروبية اخرى فرض رقابة صحية على الأشخاص القادمين من شمال إيطاليا مثل بريطانيا التي تضع كل قادم من المناطق المعنية في عزلة لمدة 14 يوما لمنع انتشار الفيروس. ونصحت آيرلندا و البوسنة و جمهورية التشيك رعاياها بعدم السفر إلى إيطاليا. وهو ما يفسر حالة الهلع التي أصبحت تنتشر في البلدان الأوروبية . وهو ما جعل بعض المسؤولين على الصحة يتجندون من أجل نهدئة الأوضاع. من ذلك أن صرح وزير الصحة الفرنسي أن فرنسا، التي لم يعد فيها أي مريض في المستشفى، ليست مهددة بالوباء بل أن السلطات الصحية تعمل بالتعاون مع باقي الدول الأوروبية على تفادي انتشار الفيروس و أن على المواطنين الحذر و اتخاذ الإجراءات التي تنصح بها المؤسسات الصحية في كامل البلدان الأوروبية.
تلقيح محتمل
وأعلنت مؤسسة البحوث البيولوجية «أماريكانا مودرنا» الأمريكية أنها تمكنت من صنع تلقيح مضاد لفيروس «كوفيد-19» وأنها أرسلت مجموعة للمعهد الوطني للأمراض المعدية حتى تبدأ في المرحلة الأولى من تجربته على عدد محدود من الأشخاص المصابين. وهو، حسب المعلومات الأولية، لقاح استخرج اعتمادا على البحوث الجارية على فيروس «ستراس». وأطلقت المؤسسة على اللقاح الجديد اسم «م ر ن أ – 1273. وتعتقد المصالح الطبية في أوروبا أنه في حالة نجح اللقاح لا بد من الإنتظار سنة من التجارب الإضافية اللازمة على الأقل حتى يصبح معتمدا في العالم.
في هذا الإطار سجلت البورصات المالية في العالم انخفاظا حادا فاق 4 % بدءا من البورصة الأمريكية وصولا إلى لندن وباريس وميلانو وفرانكفورت وطوكيو. ولا تستثني العواصم الأوروبية أن يؤثر الوضع على نسبة النمو وأن يهدد الوضع الحالي عديد القطاعات مثل السياحة و النقل والصناعة. وهو ما يدخل الاقتصاد الأوروبي المرتبط ببعضه البعض في حالة ركود محتملة سوف تؤثر على الإقتصاد الدولي.

المشاركة في هذا المقال