Print this page

الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب»: «تركيا تعمل على استمرار الفوضى في ليبيا وتسعى لتمددها إلى دول الجوار مصر وتونس والجزائر دعما للإخوان»

• «روسيا ستكون حازمة مع تركيا في سوريا مقابل تعاون واسع في ليبيا»

قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» أن تركيا تبحث عبر معركة «إدلب» عن إبقاء سيطرتها على تلك المنطقة الحدودية وبقاء فصائل مسلحة موالية لها من جهة ومنطقة تجميع دائمة لاستقدام ما أمكن من عناصر جهادية من إيغور وتركستان ، تستطيع استثمارها في الشمال والشمال الشرقي السوري في عمليات تغيير ديمغرافي.وأضاف أن الجيش السوري تمكن مؤخرا من تحرير أهم مناطق ريف ادلب وهي «معرة النعمان» و«سراقب»، واقتربت قواته من تخوم مدينة «ادلب» .

• لو تقدمون لنا قراءتكم لما يحصل في ادلب من تطورات عسكرية وسياسية ؟
ما يحصل في إدلب هو تنفيذ لتعهدات الدولة السورية بتحرير وإعادة السيطرة على كل ما بقي من الأراضي السورية خارج سيطرتها، وفي إدلب تسيطر كما هو معروف جبهة النصرة و كتائب الحزب التركستاني التابع لتركيا ، و هذه العمليات هدفها بالدرجة الأولى وضع اتفاقات سوتشي ضمن التنفيذ العسكري المباشر بعد سنتين من مراوغة أنقرة وعدم جديتها في تنفيذ تعهداتها في إبعاد المجموعات المسلحة الخاضعة لإمرتها عن الطرق الدولية دمشق حلب أو ما يسمى m5 واللاذقية حلب. خلال هذه العمليات تم تحرير أهم مناطق ريف ادلب وهي معرة النعمان وسراقب، واقتراب الجيش من تخوم مدينة ادلب .

• مالذي تريده تركيا من «ادلب» هل اعتمادها كورقة للضغط على الأسرة الدولية أو استغلالها لكسب مزيد من النفوذ في سوريا ؟
ما تريده تركيا في إدلب هو إبقاء سيطرتها على تلك المنطقة الحدودية وبقاء فصائل مسلحة موالية لها من جهة ومنطقة تجميع دائمة لاستقدام ما أمكن من عناصر جهادية من إيغور وتركستان ، تستطيع استثمارها في الشمال والشمال الشرقي السوري في عمليات تغيير ديمغرافي ، وأيضا في نقل الآلاف من تلك العناصر إلى الشمال الإفريقي في ليبيا حيث تسعى لمد نفوذها هناك ودعم الفصائل الليبية المقاتلة ضد الجيش الليبي ، و السيطرة على الثروات الليبية أو على الأقل تقاسم تلك الثروات مع الدول الغربية .

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

• هناك دول ومنظمات دولية تؤكد أن تركيا وراء إرسال مقاتلين إلى ليبيا وتسهيل عبورهم في سوريا ، مالذي تعتمده تركيا كأوراق ضغط لكسب نقاط ضغط سواء في سوريا أو ليبيا ؟
أهم ما تعتمده تركيا هو ورقة تدفق اللاجئين ، وهذا ما تهدد به أوروبا بشكل دائم عند كل عملية يقوم بها الجيش السوري ، حيث تهدد بفتح الحدود والسماح بمرور الآلاف منهم إلى الدول الأوروبية ، و حتى من خلال عمليات نقل تلك الفصائل إلى ليبيا استطاع ما لا يقل عن ألف عنصر منهم التسلل إلى أوروبا ، وقد يتم استخدامهم مستقبلا في عمليات تنسب إلى ما يسمى الذئاب الرمادية .
أما في ليبيا فهي تعمل على استمرار الفوضى هناك والعمل على تمددها إلى دول الجوار في مصر و تونس والجزائر، وتقوية جماعات الإخوان المسلمين في تلك الدول ما يعني نفوذا تركيا واسعا شمال إفريقيا يحاكي ما كان الوضع عليه في اوائل القرن الماضي .

• سيزور اليوم السبت وفد روسي تركيا لبحث معركة ادلب ، هل يمكن الحديث عن قرب توافق أم سيستمر التعنت التركي خاصة وأن انقرة تتمسك بعدم سحب مقاتليها؟
الموقف التركي المتعنت هو موقف يهدف لكسب الأوراق في الشمال السوري من حيث رغبة أردوغان في تعديل بنود من اتفاقية أضنة عام 1998 بين سوريا و تركيا و خصوصا فيما يتعلق بمدى توغل القوات التركية ضمن الأراضي السورية لمحاربة الإرهاب و التي تسمح الاتفاقية بعمق خمسة كيلومترات على جانبي الحدود، وايضا يرغب اردوغان بالإبقاء على نقاط تمركز و مراقبة في ادلب و في مناطق شرق الفرات . وأظن أن روسيا ستكون حازمة في سوريا مقابل تعاون واسع في ليبيا .
هذا التعنت التركي و قبل بلورة مجموعة من اتفاقات جديدة مع روسيا قد تتجاوز اتفاقات سوتشي التي لم يعد لها مبرر بعد تقدم الجيش السوري، قد نشهد بعض التوترات والتصعيد بين الجيشين السوري والتركي وقد يخاطر اردوغان بعمل يستفز روسيا أكثر يطال امن قواتها في سوريا وكل هذا لرفع سقف التفاوض مع روسيا.

• نلاحظ أن أغلب الدراسات والتحليلات التي تتحدث عن سوريا تربطها بما يحصل في ليبيا اليوم ، هل نجحت تركيا في نقل الصراع الدولي إلى جبهة جديدة بالإضافة إلى جبهة سوريا ؟
حرصت تركيا منذ بداية ما يسمى الربيع العربي على الحضور بقوة في الساحات ومن خلال الأحزاب الاخوانية ، وكما ساهمت في سوريا لوجستيا وعسكريا بدعم الفصائل كذلك في ليبيا ، وما الاتفاق البحري التركي مع طرابلس إلا لترسيخ هذه المعادلة التي يبدو أن أنقرة تنجح حتى هذه اللحظة في بلورتها ، مستفيدة من العمل العربي المنفرد و الرازح تحت أعباء الحروب وتحت أعباء استحقاق صفقة القرن ، بانتظار بعض التحولات الخجولة في العلاقات مثلا بين سوريا و السعودية وربما لاحقا مصر لمواجهة التمدد التركي، لكن أظن أن هذه التحولات تعيقها أمور معقدة و أهمها صفقة القرن التي كغيرها من القضايا تقسم العرب في اتجاهات شتى وتشرذم مواقفهم وتضعفها أمام الاستحقاقات و تهمش أدوارهم . من هنا يبدو الدور التركي أكثر ظهورا .

المشاركة في هذا المقال