Print this page

بعد تفعيل آلية فض النزاع النووي: تعقيدات جديدة في النزاع النووي بين طهران والغرب

قرر الثلاثي الأوروبي فرنسا ألمانيا وبريطانيا تفعيل آلية فضّ النزاع النووي مع إيران والمدرجة ضمن الاتفاق الموقع بين طهران والقوى الدولية الـ6 منتصف عام 2015 .

هذا القرار أثار ردود أفعال تباينت بين الترحيب وبين الرفض والدعوة لمراجعتها نظرا لما يمثله تنفيذ هذا البند من تهديد لاستمرارية الاتفاق النووي المثير للجدل. وقالت الدول الثلاث في تعليلها لتفعيل هذه الالية أن ذلك تم على خلفية «فشل» طهران في احترام التزاماتها بموجب الاتفاق.

و»آلية فض النزاع»، هي إحدى الإجراءات التي يمكن لأحد أطراف الاتفاق النووي اللجوء إليها لمعالجة مشكلة تخلّف الطرف الآخر عن التزاماته، وفي حال تعذر ذلك، فإن الأمر قد يصل إلى إعادة الملف لمجلس الأمن الدولي، وإمكانية فرض عقوبات اقتصادية مجحفة من جديد.هذا القرار الثلاثي قابله رفض ايراني روسي . ففي البداية اتهمت طهران كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا بـ«عدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، مضيفة أنها «سترد بجدية وحزم على أي إجراء غير بناء من قبل الدول الثلاث».

«اتفاق ترامب»
وعقب إعلان الترويكا الأوروبية عن قرارها رحبت أمريكا بالخطوة ودعت الى تعويض الاتفاق النووي الموقع بـ«اتفاق ترامب» وهو مقترح كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صياغته ليحل محل الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 لضمان عدم امتلاك الجمهورية الإسلامية سلاحاً نووياً.وقال ترامب إنه اتفق مع جونسون على أن «اتفاق ترامب» ينبغي أن يحل محل الاتفاق النووي. ويدعو الاتفاق إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي.

«صفقة ترامب» او ماتمت تسميته بـ«اتفاق ترامب» اعتبره الرئيس الإيراني اقتراحا «مرفوضا شكلا ومضمونا». مع العلم أنّ واشنطن أعلنت عام 2018 انسحابها رسميا من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بين إيران ومجموعة (5 + 1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية .ونص الاتفاق انذاك على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي مايمنعها من تصنيع سلاح نووي.

وكان التوصل الى عقد اتفاق نووي مع ايران والغرب صعبا جدا وتم بعد مفاوضات ماراطونية مضنية بين ايران والدول الست اي (الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) وتم التوقيع على بنوده في افريل 2015 في مدينة لوزان السويسرية، حيث توصلت إيران والدول الست إلى بيان مشترك يتضمن تفاهماً وحلولاً بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، على ان يتم انجازه نهاية جوان 2015. ووصف هذا الاتفاق انذاك بـ «التاريخي» وبانه فتح المجال لتسوية سلمية لاحدى اعتى الملفات في الشرق الاوسط ..وحظي حينها بمباركة دولية ..ونصت ابرز بنوده، على رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية بمجرد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تحترم التزاماتها. لينهي بذلك أزمة استمرت 12 عاما حول برنامج إيران النووي.

تعقيدات مرتقبة
ولكن وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في البيت البيضاوي خلط كل الأوراق وأعاد الأزمة مع إيران الى نقطة الصفر ..وفسح المجال أمام احتمالات عديدة - يرى المراقبون – انه من شأنها أن توسع كرة النار المتأججة أصلا في الشرق الأوسط منذ تنامي حدة المواجهة بين الجانبين الأمريكي والإيراني وآخرها تداعيات مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية.

الانسحاب الأمريكي في البداية واعتماد الترويكا الأوروبية على تفعيل آلية فض النزاع النووي وتقديم «اتفاق ترامب’’ في حلة جديدة ، كل هذه الخطوات اعتبرها مراقبون بداية تعثرات وتعقيدات جديدة يشهدها النزاع النووي بين طهران والغرب .

المشاركة في هذا المقال