Print this page

ليبيا .. استعدادات دول الجوار لمواجهة السيناريوهات القادمة

صرح وزير خارجية تركيا بعد لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقصر المرادية بان بلاده ستتعاون مع الجزائر بخصوص الأزمة الليبية

على أساس المصالح المشتركة في القضايا الإقليمية المختلفة وفي مقدمتها أزمة ليبيا ، وكان فائز السراج بدوره وصل الجزائر لبحث التطورات الحاصلة في ليبيا والتقى الرئيس تبون الذي جدد دعم بلاده لحكومة الوفاق ورفض التدخل الخارجي واعتبار طرابلس خطا احمر في إشارة لتهديدات حفتر باقتحامها . وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت أمس توجيه دعوة رسمية للرئيس التركي لزيارة الجزائر فيما أكدت أنقرة قبول الدعوة.

كما كشف وزير خارجية ايطاليا لووجي دي مايو عن زيارته للجزائر بعد حضوره اجتماع وزراء خارجية ألمانيا – فرنسا – بريطانيا في بروكسل، وقال جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن الإجراء التركي أدى إلى تعقيد الوضع في ليبيا. بوريل أضاف في بيان مشترك مع وزراء الخارجية، التدخل الخارجي المستمر يؤجج الأزمة وقال وزير الخارجية الايطالي لووجي دي مايو قبل توجهه لتركيا وبعدها الجزائر وتونس هناك مؤشر لحرب بالوكالة تلوح في الأفق، ويجب على الجميع السعي لوقف الحرب الراهنة يرى متابعون بان مخاوف جدية تسيطر على دول الجوار والإقليم ودول جنوب المتوسط من اندلاع حرب إقليمية بالوكالة في ليبيا، ومن هنا جاء التحرك الجزائري في مسعى لإيجاد مخرج سلمي للازمة. وتراهن الجزائر على قوة علاقتها مع أنقرة والتقائها معها في نقطة دعم للسراج ورفض سيطرة حفتر على طرابلس، الموقف الرسمي الجزائري قريب من الموقف الرسمي التونسي و من الموقف الايطالي . كذلك نجد موقف المملكة المغربية شبه متطابق مع الموقف الجزائري – التونسي – الايطالي حيث أكد الديوان الملكي أمس قلق المغرب من تطورات الأزمة الليبية ورفض التدخل الخارجي مهما كان نوعه . وكانت مصادر دبلوماسية غريبة أكدت إمكانية انعقاد لقاء أمريكي روسي حول أزمة ليبيا.

ولفت شق من المراقبين لغياب التواصل المصري _ الجزائري بخصوص أزمة ليبيا، مما سوف ينعكس على جهود الجزائر لتحاشي اندلاع الحرب بأوسع نطاق مما كانت عليه إذ جددت مصر أمس على لسان وزير الخارجية سامح شكري الجاهزية للرد على أي تدخل تركي وأن امن ليبيا من امن مصر .

تطورات عسكرية وميدانية
عسكريا وميدانيا يبدو القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر غير مهتم بدعوات التهدئة حيث واصلت قواته تقدمها غرب سرت من خلال السيطرة على بوابتي بوقرين والوشكة ،وقد توعد ضابط من سلاح جو حفتر المليشيات المسلحة في طرابلس ومصراته والزاوية بتصعيد الغارات الجوية خلال الساعات القادمة.
الوضع الأمني المنذر بمزيد من التصعيد اجبر دول الجوار الشمالية _ الجزائر وتونس على الدفع بالمزيد من القوات للشريط الحدودي مع ليبيا وتكشف ذلك الطلعات الجوية لمراقبة الوضع .والسؤال المطروح هل تنجح الجزائر بالتعاون مع الشركاء الدوليين في أبعاد شبح حرب تبدو مدمرة للكل و أي ملامح لمخرجات الاجتماعات التي سوف تحتضنها الجزائر خلال اليومين القادمين بقطع النظر عن الإجابة ،شكك بعض المتابعين في نجاح الجزائر بسبب غياب اكبر دولة مؤثرة في أزمة ليبيا وهي مصر الداعمة لحفتر وعدم التواصل مع اليونان ودول خليجية فاعلة. فمصر أكدت أكثر من مرة أنها لن تتخلى عن دعم الجيش الليبي الذي يقوده حفتر في حربه عن الإرهاب. وأكدت أن السراج لا يمكنه التوقيع على أي اتفاق ومذكرة تفاهم بصفة منفردة في إشارة لاختراق و مخالفة السراج لإحدى مواد الاتفاق السياسي التي تنص على حصول إجماع داخل المجلس الرئاسي عند هكذا توقيع وهذا لم يحصل عند التوقيع على مذكرتي التفاهم مع لتركيا .

الحرب قادمة
على صلة بذلك ذهب مراقبون للتأكيد أن الحرب قادمة بأكبر ضراوة باعتبار الاختلاف الكبير بين موقف مصر الداعم لحفتر وموقف الجزائر الداعم للسراج، الجانب المصري حشد قوات ضخمة على الحدود وفي ساعات بإمكانها دخول العمق الليبي والطيران المصري يراقب أجواء ليبيا بمعنى على المستوى اللوجستي مصر لن تواجه صعوبات في التدخل. بينما تركيا تواجه صعوبات لوجستية كبيرة و هي في حاجة مؤكدة لا يجاد دعم لوجستي من دولة مجاورة لليبيا ومع رفض تونس والجزائر قبول أي تدخل تركي لابد لأنقرة من البحث عن طريقة أخرى للتدخل، وهذا لن يكون سيناريو يؤكد إن تركيا يلزمها وقت و حتى أسابيع لإرسال قوات أما في حال غامر حفتر بدخول طرابلس فان التدخل التركي ربما اقتصر على اللجوء لسلاح الجو المتطور والحديث لاستهداف الجيش الليبي وليس معنى ذلك بان تركيا لا تواجه إشكاليات عند استعمال سلاح الجو بسبب حاجة المقاتلات التركية للتزود بالوقود و هي في الجو ...

المشاركة في هذا المقال