Print this page

مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين في حوار خاص لـ«المغرب»: وعد ترامب أسوأ من وعد بلفور، وما أطلق عليه صفقة القرن يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية

• نحن مدينون لتونس بمسيرة النضال الفلسطيني
اعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين أن القضية الفلسطينية والشرعية الدولية

تتعرض الى عدوان سافر من قبل الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي من خلال قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة المتعلقة بشرعنة الاستيطان الإسرائيلي . وأضاف في حديث خاص لـ«المغرب» على هامش زيارته لبلادنا ان الشعب الفلسطيني الموجود في الميدان وفي الأرض بقيادته وبكل مكوناته يرفض الإجراءات الأمريكية والتجاوزات والاعتداءات الإسرائيلية الظالمة وهو صامد بوجه كل هذه المؤامرات . موضحا بانه لا يجوز للأمة العربية والإسلامية وللعالم الحر أن يتركا الشعب الفلسطيني وحيدا في الميدان يواجه كل هذه الاعتداءات.

• كيف ترون قرارات واشنطن بشأن الاستيطان الإسرائيلي وشرعنته؟
للأسف الشديد واشنطن اتخذت قرارات متسرعة ومخالفة للشرعية الدولية ولا تتفق في أي وجه من الوجوه مع الشرعية الدولية . وحقيقة وعد ترامب أسوأ من وعد بلفور وما اطلق عليه صفقة القرن يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية. ونحن نتكلم من موقفنا الديني والتاريخي والحضاري والإنساني وكل ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية والقدس .
الرئيس ترامب للأسف الشديد جاء ليقول بأن القدس عاصمة لإسرائيل وهذا خطأ كبير فكيف تقول ان القدس عاصمة لإسرائيل وكل القرارات الدولية تعتبرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة . اذن هو حينما أعطى القدس بكاملها عاصمة لإسرائيل اقترف خطأ كبيرا يتعارض مع حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين ومع الشرعية الدولية وذلك عدوان شامل ضد الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية والعالم برمته واعتداء على الشرعية الدولية.
وحينما قرر نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس فقد اعتدى ايضا على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وعلى كل احرار العالم لأن قراره يتناقض جملة وتفصيلا مع الشرعية الدولية . فالاستيطان غير شرعي حسب كل القرارات الدولية .
اما الآن فالتصريح او الهدية الثالثة من ترامب للكيان الإسرائيلي هي اعتبار الاستيطان والمستوطنات شرعية لا تتعارض مع الشرعية الدولية وذلك ايضا بمثابة عدوان على الملكية الخاصة للفلسطينيين وعلى حق الفلسطينيين بعاصمتهم القدس وهو عدوان جديد يضاف الى قضية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة . فاين يمكن ان يقيم الشعب الفلسطيني دولته اذا ذهبت القدس وصودرت بسبب المستوطنات وأين ستنفذ قرارات الأمم المتحدة ...أكثر من 600 قرار في الجمعية العامة، وفي مجلس الأمن أكثر من 870 قرار. فكيف يمكن ان تطبق قرارات الشرعية الدولية مع اجراءات الرئيس الأمريكي ترامب . اذن يجب تفكيك الاستيطان وان تقوم الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 67 ومنها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية والتي تشمل على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
الآن تتعرض القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والشرعية الدولية الى عدوان سافر من قبل الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي الذي اعتدى ايضا على حقوق العرب والمسلمين والشرعية الدولية . بالأمس القريب حينما نوقشت قضية المستوطنات والاستيطان اعلنت 14 دولة في مجلس الامن عن رفضها لإضفاء الشرعية على الاستيطان وكان الموقف الامريكي الوحيد الذي دافع عن الاستيطان واعتبره لا يتعارض مع القانون الدولي. وبالتالي نحن نرفض كل هذه الهبات التي مكن الرئيس الأمريكي منها إسرائيل فالأراضي الفلسطينية ليست من املاكه الخاصة ليهبها لمن يشاء.

• ما هو الوضع اليوم في فلسطين وماذا عن وضع المقدسات في القدس الشريف؟
بالأمس القريب أعطى ترامب ايضا الإسرائيليين الضوء الأخضر ليتخذوا قرارات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني فمثلا اذكر مسألة الاقتحامات للمسجد الأقصى. اغلقوا المقرات الاعلامية الفلسطينية وأصابوا الصحفي معاذ عمارنة... وعين معاذ شاهدة على ذلك ، فهم لا يريدون للحقيقة ان تُرى لا بالعين البشرية ولا بعين الصحافة..لا يريدون للحقيقة ان تنقل وعندما أغلقوا مقر التلفزيون الفلسطيني أرادوا لعين الحقيقة ان تطمس واغلقوا مكتب التربية والتعليم لأنهم يريدون تهويد التعليم الفلسطيني ولا يريدون للفلسطينيين سيادة أو ثقافة أو وجودا في المدينة المقدسة ..وهم يواصلون اقتحاماتهم للمؤسسات الفلسطينية فأغلقوا أكثر من 100 مؤسسة تجارية وبيت الشرق وغيرها من مكاتب النقابات . واعتقد ان من أعطاهم الحق في ممارسة هذه الاعتداءات والإمعان فيها هو القرار الامريكي المتعلق بنقل السفارة والاعتراف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي وهذا يعطي ضوءا اخضر للإسرائيليين كي يضموا الاغوار وأية قطعة من الأراضي الفلسطينية .
أقول على المجتمع الدولي من خلال مؤسساته في الأمم المتحدة مثل الجمعية العامة ومجلس الامن واليونسكو ان يقف ويرفض هذه القرارات الامريكية لكي يحافظ على الكيان الدولي. فاذا أصبحت الأمم المتحدة غابة وأصبحت ملك لأمريكا فإنها بذلك تريد ان تشطب 162 دولة وان تشطب القانون الدولي وارث الأمم المتحدة وهي مؤامرة لن تمر لا على الشعب الفلسطيني ولا على أمتنا ولا على العالم الحر الذي يؤمن بقيم الحياة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحق الشعب الفلسطيني. ويحق للشعب الفلسطيني ان يعيش مثل باقي شعوب العالم على أرض دولته وبسيادته مع كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.

• كيف يمكن مواجهة هذه الإعتداءات وكيف ترون الموقف العربي والدولي؟
حقيقة، الشعب الفلسطيني الموجود في الميدان وفي الأرض بقيادته وبكل مكوناته يرفض الإجراءات الامريكية والتجاوزات والاعتداءات والإمعان في الممارسات الإسرائيلية الظالمة وهو صامد بوجه كل هذه المؤامرات . ولكن في نفس الوقت لا يجوز للأمة العربية والإسلامية وللعالم الحر ان يتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا في الميدان يواجه كل هذا الصلف الأمريكي والغرور الإسرائيلي. يجب ان تمارس الأمة دورها وهو دور تفرضه الاخوة والحضارة فنحن عرب ونعتز بانتمائنا العربي ونقول دائما ان عمقنا العربي هو طريقنا للوصول الى كافة حقوقنا ان شاء الله. وانا على يقين انه اذا ما قام الفلسطيني برسالته على اكمل وجه ودافع عن قضيته وانضمت اليه الأمة وأحرار العالم ووقفت المؤسسات الدولية تدافع عن القرارات الشرعية فالصورة ستتغير وهذا ما يجب ان يقوم به العرب والمجتمع الدولي بكل مكوناته من دول وشعوب ومن حكومات ليدافعوا عن الشرعية الدولية التي تنتهك من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي يعتبر نفسه فوق كل القوانين ولا يلقي بالا لأي شرعية دولية .
نحن مدينون لتونس -حقيقة- فهي التي احتضنت القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وما قاله الرئيس التونسي قيس سعيد موقف واضح فقد ذكر الحق الفلسطيني. ونحن نشكر التونسيين ونعتبرهم شركاءنا وأهلنا في الميدان الذي نجابه فيه كل قوى الطغيان والظلم الواقع على شعبنا ونتمنى لتونس الانتصار في طريق تحقيق العزة والكرامة ونحن مدينون لتونس بمسيرة النضال الفلسطيني على مدى كل المراحل الهامة في تاريخ قضيتنا.

المشاركة في هذا المقال