Print this page

ليبيا: رهانات كسب معركة طرابلس .. بين الموجود والمنشود

تكاد حرب العاصمة طرابلس تطوي شهرها الخامس دون حسم تلك الحرب لصالح أحد طرفي الاقتتال قوات كل طرف تزعم تحقيق

تقدم على الأرض لكن الواقع أنه لا احد أحرزت قواته تقدما ميدانيا. فقوات المشير خليفة حفتر ثابتة عند المناطق الجنوبية للعاصمة وقوات السراج تدافع عن وسط طرابلس ومراكز نفوذها والمشهد العسكري عنوانه الكر والفر مع تفوق جوي لسلاح طيران الكرامة الذي ضرب في كل مكان في المناطق الغربية مستهدفا تمركزات المليشيات ومخازن الذخيرة .. والسؤال المطروح ما الذي يراهن عليه حفتر والسراج لحسم الحرب؟

في البداية لابد من الإشارة إلى أنّ حفتر والسراج كانا منذ البداية من دعاة السلام في ليبيا ويؤمنان بأنّ الحوار والتفاوض أفضل من الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد ورأينا هذا في لقاء أبو ظبي وباريس 1 و2 وباليرمو ،حيث جرى التوصل إلى تفاهمات بين الطرفين، لكن بمجرد عودة السراج إلى طرابلس تراجع عن تلك التفاهمات تحت ضغط المجموعات المسلحة لسبب واحد وهو أنّ تفعيل أجهزة الدولة وإنهاء الفوضى يتعارض مع مصالحها حقيقة الوضع في طرابلس سبق أن أكده المبعوث الأممي غسان سلامة وتقارير غريبة هو أنّ بعض من قادة المليشيات هم الذين يسيطرون على القرار السياسي والمجلس الرئاسي ليس سوى غطاء للتغطية على تلك المليشيات.

رهانات متعددة
أما الإجابة عن هكذا سؤال فواضح أن حفتر مثلا وبعد أن كسب موضع قدم وغرز قواته على ابواب طرابلس يراهن على انتفاضة شعبية بين أهالي طرابلس ،وهم الذين عانوا من سطوة المليشيات وأزمات السيولة بالمصارف وانقطاع الكهرباء وجرائم الاختطاف والاعتقال خارج إطار القانون. بالتالي يراهن حفتر كذلك على حصول صراع مسلح بين ما يعرف بقوات الوفاق .حيث يدرك الجميع الخلافات بين مجموعات مصراته من جانب و مجموعات الزنتان كما يراهن حفتر على تحرك التيار المدني داخل مدينة مصراته المحسوبة على جماعة الأخوان ونفس الصورة تنطبق على مدينة الزواية غرب طرابلس خارجيا ، كما يراهن القائد العام الجيش على حدوث تحول في إيطاليا على علاقة سقوط حكومة كونتي الداعية للإخوان وتراجع الدعم التركي الذي لم يتوقف عن إرسال السلاح والمقاتلين .

ويعمل حفتر على الحصول على المزيد من الدعم المصري والفرنسي قصد رفع حظر بيع السلاح للجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب صحيح أن جمهورية مصر العربية مازالت تراهن على الحل السلمي وعرضت مؤخرا مبادرة متوازنة للحل ، لكن مع ذلك فالموقف المصري مما يجري في ليبيا من فوضى وتنامي للجماعات الإرهابية لن يجعلها تقف موقف المتفرج سيما بعد ثبوت تورط الجماعات المتطرفة بما عرفته مصر من عمليات إرهابية وتهريب السلاح إلى داخل مصر لذلك ينتظر حفتر المزيد من الدعم اللوجيستي المصري في إطار الاتفاقيات الثنائية.

أما ما يتعلق بالسراج الخاضع لنفوذ المليشيات فهو يراهن شق صفوف قوات حفتر مستعملا تململ عدد من قبائل برقة على خلفية إرتفاع أعداد قتلى الكرامة من أبناء تلك القبائل ،كما يراهن السراج على كفاءة مقاتليه داخل المدن اما خارجيا فقد دفعت حكومة الوفاق ملايين الدولارات لمراكز الأبحاث الامريكية من أجل التأثير على تعاطي البيت الأبيض مع أزمة ليبيا الراهنة.

المشاركة في هذا المقال