Print this page

ليبيا: هل تستغلّ فرنسا انشغال ايطاليا بأزماتها الداخلية وتنفرد بالملف الليبي؟

أكدت القيادة العامة للجيش الليبي استهداف قاعدة انطلاق الطائرات دون طيار التركيبة الداعمة لحكومة الوفاق بمدينة زواره 60 كلم

عن الحدود المشتركة مع تونس وتدمير كامل للطائرات المتواجدة في المكان بالدقة المطلوبة ودون حدوث أضرار بشرية .

مثل هذه الغارات كثّف سلاح جو الكرامة من نوعها وقد شملت أجزاء محددة في قاعدة معيتيقة وقاعدة مصراته ووفق تصريحات المتحدث باسم القيادة العامة فقد مكنت تلك الغارات من تحييد القواعد الجوية التابعة للوفاق، المسماري أكد في جميع تصريحاته بان احدى مراحل طوفان الكرامة هي استنزاف قوة و إمكانيات المجموعات المسلحة ومن ثمة تمهيد الطريق أمام قوات الجيش لدخول العاصمة غير أنّ الشق الداعم لحكومة الوفاق يرى بان قوات حفتر لن يمكنها دخول طرابلس لأسباب متعددة أولها كفاءة قوات الوفاق البنيان المرصوص في هزم تنظيم «داعش» الارهابي خلال أشهر قليلة. ثاني الأسباب وكما يرى الشق الداعم للوفاق يتمثل في وجود حاضنة شعبية داخل طرابلس لقوات الوفاق .ثالث الأسباب موضوع الإمدادات فحكومة السراج يمكن أن تصلها التعزيزات العسكرية من مصراته والزاوية وزواره وغريان وحتى من عدة مدن بالجبل الغربي، بينما تواجه قوات حفتر صعوبة في تامين التعزيزات من شرق وجنوب البلاد، وأشار الشق المعارض لدخول قوات حفتر لطرابلس إلى أهمية الرفض الدولي لحدوث حرب وسط مدينة بحجم طرابلس .

هذا ما يتعلق بالشق الداعم لقوات السراج أما المدافعون عن طوفان الكرامة فقد أشاروا إلى أنّ الدعم الدولي للسراج قد تراجع وأنّ القوى الكبرى أصبحت على قناعة وتبعا للتقارير الواردة من داخل طرابلس بان السراج ضعيف وأن أمراء الحرب المطلوب منهم عدد معلوم دوليا يسيطرون على القرار السياسي لحكومة الوفاق. قناعة نجدها أيضا لدى الجامعة العربية بدليل رفضها لمطالب وزير خارجية الوفاق لعقد اجتماع طارئ حول ليبيا .

ويرى الطرف المساند لحفتر بان تركيا مثلا لن تواصل دعم الوفاق بسبب الضغوطات الدولية على علاقة بالتنقيب على الغاز حول قبرص وتلويح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة ،وكذلك بالأزمة مع الولايات المتحدة على صلة بشراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية آس 400 دون نسيان العزلة التي أصبحت فيها تركيا في الإقليم على ارتباط بأزمة سوريا .

إضافة إلى تركيا أشار الطرف الداعم لحفتر إلى تداعيات الأزمة السياسية التي تعصف بحكومة كونني التي أضحت على وشك السقوط ،بما يعني انشغال ايطاليا بأزمتها. أزمة سياسية في ايطاليا قد تستغلها فرنسا للأخذ بزمام الأمور في ليبيا في بيان وزارة الخارجية المصرية مؤخرا .

الميليشيات المسلحة تترنح
في الأثناء فشلت المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق على مدى الأشهر الفارطة في دحر قوات حفتر المحاصرة لطرابلس رغم استنجادها بقوات إضافية وضخ المليارات لمقاتليها .
ونجحت المجموعات المسلحة الموالية للوفاق فقط في استعادة السيطرة على مدينة غريان الإستراتيجية، نجاح لم تستغله تلك المجموعات للبناء عليه والتقدم على حساب الجيش،بل على عكس ذلك ظل الجيش مسيطرا على مطار طرابلس الدولي ومنطقة السبيعة و قصر بن غشير وخلة الفرجان وعلى جزء هام من وادي الربيع،كما نقلت قوات حفتر غرفة العمليات العسكرية إلى مدينة ترهونة ومع فشل المساعي الدولية لوقف الاقتتال حول طرابلس ورفض طرفي الحرب وقف الاقتتال كثف الجيش من عملياته الجوية موجها ضرباته إلى قواعد الوفاق ومخازن السلاح.

ومع استمرار المواجهات حدثت عدة انشقاقات في صفوف الميليشيات وأكدت مصادر مقربة من قوات حفتر وجود مفاوضات سرية مع قادة المجموعات المسلحة تطلب فيها الأخيرة ضمانات مقابل الاستلام وتسليم سلاحها كما جرى قتل عديد القيادات الميليشياوية والقبض على آخرين و أخر هؤلاء القادة المقبوض عليهم المدعو عز الدين حنيش مساء أمس عند مواجهات مسلحة حصلت بمنطقة الكسارات –العزيزية . الجدير بالتنويه أن قيادات كبيرة مثل عبد الحكيم بالحاج وهيثم التاجوري غادرت طرابلس منذ انطلاق العمليات العسكرية جنوب طرابلس و بقيت من تلك القيادات أسماء معروفة مثل صلاح بادي و غنيوة الككلي الأول لأنه مطلوب دوليا ويخشى من اعتقاله إذا غادر ليبيا و الثاني أي الككلي لأنه يرى لديه قوة مسلحة لا تهزم .

إضافة إلى ذلك يرى مراقبون بان آمر المنطقة الغربية التابع للوفاق أسامة الجو يلي و بفضل خبرته العسكرية استطاع الحفاظ على مواقع قواته بالمحاور الغربية لطرابلس، وهو الذي نجح في استعادة غريان لكنه فشل في استعادة مطار طرابلس الدولي رغم تنفيذه ل28 هجوما مسلحا
ويجمع اغلب المراقبين على أن احد أسباب فشل المجموعات المسلحة في دحر زحف قوات حفتر هو خشية ميليشيات مصراته من هجوم بري من الجيش على مصراته في حال توفرت له الفرصة، وتلك الفرصة هي توجيه مصراته لأغلب ميليشياتها إلى طرابلس أما السبب الثاني فهو ضعف سلاح الجو للوفاق وسيطرة حفتر على 14 قاعدة عسكرية متواجدة بليبيا ورفض الطيارين الليبيين في طرابلس وغربها تنفيذ طلعات قتالية ضد زملائهم من قوات حفتر .

انهيار وشيك للمليشيات
أمام ارتفاع أعداد قتلى عناصر الميليشيات واستسلام آخرين أو القبض عليهم والمخاوف من انتفاضة من أهالي طرابلس جراء ما يعانونه من متاعب – يرى الطرف الداعم للجيش بان حكومة السراج قد تطلب تدخلا عسكريا أقوى من حلفائها، وقد غاب عن داعمي حفتر بان قوات الأخير تواجه جملة من العوائق على طريق دخول طرابلس فقبائل برقة الكبيرة -العبيدات- العواقير التي تحملت عدو حرب طرابلس أكثر من أي قبيلة ترى القبائل بان حفتر لم يحسن التخطيط للحرب وينفرد بالرأي حتى أن أعيان قبائل العواقير مثلا جاهرت بغضبها و انتقاداتها الإستراتيجية للقائد العام للجيش .المحصلة صحيح أن وضعية قوات حفتر أفضل من وضعية المجموعات المسلحة التابعة للوفاق،لكن رغم تلك الأفضلية فان دخول طرابلس بالنسبة للجيش مازال بعيد المنال .

المشاركة في هذا المقال