Print this page

المحلل والباحث السياسي الليبي عصام زبير لـ «المغرب»: ما يحصل في طرابلس وغريان هو حرب استنزاف طويلة الأمد

قال الباحث والمحلل السياسي الليبي عصام زبير ان حصيلة النازحين من المعارك الاخيرة في ليبيا وصلت إلى 100 الف نازح وازدادت اعداد القتلى

من المدنيين بالمئات والجرحى بالآلاف نتيجة القصف العشوائي واستخدام السلاح الثقيل وقصف الاحياء السكنية مشيرا الى ان التسوية ما زالت بعيدة في ظل تصاعد الدور الاجنبي وعدم التوصل الى اتفاق دولي لحل الازمة.

قراءتكم للوضع في ليبيا بعد معركة طرابلس وغريان؟
مازالت الامور في ليبيا غير مسيطر عليها ومازالت البلاد بعيدة عن الحل بعد الاختلاف داخل مجلس الامن . فقد زادت وتيرة الانتهاكات وارتفعت حصيلة القتلى ونزوح المدنيين حتى فاق في هجوم حفتر على العاصمة 100 الف نازح وازدادت اعداد القتلى من المدنيين بالمئات والجرحى بالآلاف نتيجة القصف العشوائي واستخدام السلاح الثقيل وقصف الاحياء السكنية . وشهدت ليبيا في هذه الحرب الاخيرة ازدياد خرق انتهاكات حقوق الانسان واخرها قصف مركز ايواء المهاجرين غير الشرعيين بمنطقة تاجوراء وايضا قصف مطار معيتيقة لعرقلة المسافرين والذين اغلبهم من المرضى والمصابين في الحروب .

وميدانيا كيف هي موازين القوى؟
عسكريا يخيم هدوء حذر وترقب وكأن الأمر لن ينتهي في ظل عدم وجود موقف اممي موحد بشأن حل الازمة الليبية. مما يشعرنا بانها حرب استنزاف تعمل على زيادة القتل بين المسلحين واستنزاف ثروة البلاد التي اضحت تصرف على القتال ولا على التنمية والاعمار. والمعلوم ان البلاد شهدت نقصا كبيرا في توفير الكهرباء واحيانا الوقود وارتفاع الاسعار والغلاء ولكن سكان العاصمة احيانا لا يعبأون بما حدث فانتشروا في المنتزهات اما هروبا من الازمة او ترويحا عن انفسهم بعد الملل من استمرار القتال وعدم التفاؤل بالوصول الى حل
الاخبار بالرغم من شحها الا ان تستعرض بين الفترة والاخرى تزود الأطراف بالسلاح والدفع به لحلبة الصراع . ورغم القرار الاممي بمنع تصدير السلاح الى ليبيا الا ان هناك صمتا مطبق تجاه صفقة السلاح التي تحصلت عليها قوات بركان الغضب بعد هزيمة قوات حفتر وفرار قادتها ومسلحيها من مدينة غريان الاستراتيجية للدخول للعاصمة حسب خطة الجنرال حفتر . وبعد ان كانت السيطرة لقوات حفتر نرى ان مجموعة من مقاتلي قوة حماية غريان يأسرون ستة أشخاص و يغنمون ثلاثة آليات بـ القرب من بوابة نسمة, ومازالت المعركة مستمرة ومازال القتال يشتعل وهناك آلة اعلامية موظفة سياسيا من قبل السياسيين . والحقيقة ان الشباب الليبي بات حطب المعارك الدائرة يتحكم به القادة وبات معرضا للأسر والاعتقال وايضا للقتل.

وماذا عن الدور الأجنبي؟
تصاعد الدور الاجنبي وتأزم المشهد اكثر وزاد من تصاعد الاوضاع في ظل عدم التوصل الى اتفاق دولي لحل الازمة . من الواضح ان هناك مصالح متضاربة بين الاطراف الخارجية وهناك صفقات يجرى الاعداد لها تحت الطاولة وهو ما اجج المشهد في ظل محاولة البعض التفرد بالكعكة الليبية او الحصول على النصيب الاكبر وهو ما جعل الصراع يدوم وتزيد حدته مع تدفق السلاح الممنوع دوليا الى الاطراف المتصارعة.

واين وصلت التسوية؟
لا يمكن الوصول الى تسوية محايدة بين الفرقاء الليبيين لان التسوية باتت بيد الاطراف الخارجية الداعمة للأطراف المحلية.
ولهذا اعتقد ان الحل معقد بعد هجوم حفتر وضغط القوى الخارجية.

المشاركة في هذا المقال