Print this page

في خضم الصدام بين السراج حفتر في العاصمة طرابلس: هل تخلّى المجتمع الدولي عن الاتفاق السياسي ؟

أنهى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا زيارته الى موسكو، اين كانت له جملة من الاتصالات والمشاورات

مع مسؤولي الكرملين لبحث آخر تطورات الازمة الراهنة في ليبيا عموما والعاصمة طرابلس على وجه التحديد.

نائب وزير الخارجية الروسي «ميخائيل بوغدانوف» صرح بان بلاده تعمل على اقرار لوقف الحرب والعودة سريعا لمسار الحوار السياسي فيما اكد غسان سلامة بان وقف الاقتتال على اطراف العاصمة الليبية يجب ان يتزامن مع نشر قوة للفصل بين طرفي الحرب.

الى ذلك تواصلت مواقف وتصريحات رئيس حكومة الوفاق فائز السراج متضاربة وضبابية فهو تارة يطالب بوقف الحرب واشتراط عودة قوات حفتر الى مناطق انطلاقها قبل الرابع من افريل الفارط، وان حفتر لا مكان له على طاولة الحوار وأحيانا اخرى يتخلى عن ذلك الشرط ويرحب بالحوار ..

تضارب في الواقع يعكس شخصية السراج .. اذ يؤكد المتابعون ان السراج هو رجل سلم وحرب وكان الى وقت قريب رجل سلام ووفاق، ولكن وبعد اعلان حفتر الزحف على طرابلس لتحريرها من الميليشيات والجماعات المتطرفة انقلب السراج الى قائد حرب، انقلاب يفسره المراقبون بضغط المجموعات المسلّحة، وكذلك فشل السراج في استمالة أعيان قبائل برقة عند اجتماعه مع قلة منهم في تونس. كما فشل السراج في إعادة مدن غريان ترهونة. صبراته. الى صف حكومة الوفاق والتخلي عن احتضان ودعم قوّات حفتر، الجدير بالتنويه ان السراج فشل أيضا في اقناع الاوروبيين بإصدار بيان يدين هجوم حفتر..

الماكينة الاعلامية لجماعة الاخوان حاولت افتعال انتهاكات لقوات حفتر لكنها فشلت، مثل الترويج لقصف طيران حفتر لمطار معيتيقة المدني .فيما اكد امر المطار سلامة المطار واستمرار الملاحة الجوية . وكانت غرفة طوفان الكرامة اكدت ان الغارة استهدفت طائرة تركية دون طيار وبدقة كبيرة .علما بان مقاتلات سلاح جو الكرامة نفذت منذ 6 افريل الفارط أزيد من خمسمائة طلعة قتالية .

على الطرف المقابل نرى القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر متمسك بأهداف العملية العسكرية وهي تحرير طرابلس، ويراهن حفتر على تفهم المجتمع الدولي والقبول بعدم امكانية السماح لاستمرار اختطاف العاصمة ومؤسسات الدولة من الميلشيات وان الجيش لا بد من ان يبسط نفوذه على كامل التراب الليبي .

انقسام أممي
في الواقع هذه الرؤية عكسها الانقسام داخل مجلس الامن الدولي في كل جلساته حول ازمة ليبيا بعد اندلاع حرب طرابلس ..مجلس الامن الدولي كان يصدر القرارات المتعلقة بليبيا بالإجماع لأنه ببساطة كان يدعم الاتفاق السياسي . لكن الان بعد فرض حفتر لأمر واقع جديد، جعل القوى الكبرى تغير موقفها وتتخلى نسبيا عن دعم السراج والاتفاق السياسي حتى ان بعض التسريبات باتت تتحدث عن زيارة قريبة لحفتر الى البيت الابيض ولقاء ترامب، وان حكومة الوفاق انتهت وحكومة جديدة ستحل مكانها ولا مكان فيها للمتشددين من الاخوان والجماعة المقاتلة.

المشاركة في هذا المقال