Print this page

هشام الهاشمي الكاتب العراقي المختص في شؤون الجماعات المتطرفة لـ«المغرب»: «ليس من مصلحة «داعش» الإرهابي نقل ثقل القيادة الى أطراف «ولايات الخلافة» بعيدا عن العراق»

قال الكاتب العراقي المختص في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي لـ’’المغرب’’ أن ظهور زعيم مايسمى

تنظيم «داعش» الارهابي ابوبكر البغدادي جاء لأسباب تتعلق بوجود ضغط داخل التنظيم، مضيفا أن الاستعدادات كانت ضعيفة واقل جودة مما هو معروف عنها في مؤسسة «الفرقان» المختصة بالظهور المصور للبغدادي.

وتابع الهاشمي أن «العراق يراقب منذ سبتمبر 2018 ضمن خلية خاصة شكلت مع العمليات الخاصة الامريكية للبحث عن البغدادي ونجحوا الى هذه الساعة في إسقاط 13 احتمالا عن أماكن وجوده من اصل 17 احتمالاً، وأصبحوا قريبين جدا من حصر الاحتمالات بوجوده في صحراء الانبار منطقة وادي حوران العراقية او بادية حمص السورية» وفق تعبيره.

واعتبر محدّثنا أنه على صعيد الداخل السياسي العراقي فان «ظهوره لم يكن ذا بال ولَم يثر جدلا كبيرا وتراشقا بالتهم كما يحدث دائما في أوقات الأحداث الكبيرة فالنواب والساسة عادة ما يرمون بالتهم والعتب بعضهم على بعض لكن ظهور البغدادي لم ينل هذا الاهتمام على ما يبدو، لانه ربما بالنسبة لهم ليس تهديدا وجوديا كما كان سابقا» .

وبخصوص أهم ماتضمّنه الظهور الاخير للبغدادي أجاب محدّثنا أن البغدادي أكد على مفردة حرب الاستنزاف في إشارة الى عجز التنظيم عن التفكير بالسيطرة على أي منطقة في مناطق صراعه ولكنه لايزال مصرا على اعادة التكوين. مضيفا ان البغدادي حاول تنفيس الغضب والوجع الذي عانى منه أعضاء التنظيم في الباغوز من خلال الحديث عن عملياته الاخيرة في سيريلانكا والسعودية والتي دعاها بعمليات الثائر ، اذ تسببت الظروف التي تعرض لها اعضاء التنظيم في الآونة الاخيرة بيأس كبير وإحباط شديد» على حد قوله.

وتابع « استخدم البغدادي مصطلحاً جديدا قد تكون له دلالات معينة في وقت ما وهو مصطلح ( جزيرة محمد ) رغم ان المصطلح السائد في خطاب الجماعات المتطرفة ومن بينها القاعدة هو ( جزيرة العرب ) وقد ورد هذا اللفظ في احاديث نبوية ، غير ان البغدادي كرر هذه المفردة عدة مرات ما يؤكد قصدية الاستخدام واحتمالية الدلالة باتجاه معين» .

وحول تداعيات هذا الظهور بعد سنوات من الغموض حول مصيره قال الهاشمي ان ظهور البغدادي سوف يعطي شحنة امل لأنصاره ويكثف استجابتهم له ويبطل توسع عمليات الانشقاق والتمرد ويقلل من عتب وعدم رضا الاتباع عن غيابه الطويل وكذلك يبطل الشائعات التي تخبر عن خروجه بعيدا عن جغرافيا العراق وسورية.
وفيما يتعلق بأبعاد انتقال الصراع الى افريقيا ، اجاب الباحث المختص في شؤون الجماعات المتطرفة بالقول أنه ليس من مصلحة «داعش» نقل ثقل القيادة الى أطراف ولايات الخلافة بعيدا عن العراق، ولكنها قد تُفعل شبكاتها في ولاية غرب افريقيا من خلال الدعوة الى الهجرة لتلك المنطقة.

المشاركة في هذا المقال