Print this page

بين التطورات الميدانية والضغوطات الخارجية: معركة «ادلب» في سوريا والحسم الصعب

عاد الى الواجهة مجددا الحديث عن المعركة المؤجلة في مدينة «ادلب» السورية بعد تصريحات روسية جديدة قالت فيها أنه لايستبعد شن عملية عسكرية

مشتركة مع قوات النظام السوري في «ادلب»، وهو ما اعتبره متابعون تحضيرات لمعركة قد تكون وشيكة رغم اعلان الرئيس الروسي أن الوقت «غير ملائم الان».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أمس السبت، إنه لا يستبعد شن عملية عسكرية شاملة في محافظة إدلب شمالي سوريا، إلا أنه أشار إلى أن هذه العملية «ليست ملائمة الآن»..وأضاف الرئيس الروسي أن على قوات بلاده، التي تدعم الجيش السوري، الاستمرار في المعركة ضد الإرهاب في إدلب، مؤكدا على ضرورة التفكير في المدنيين قبل اتخاذ قرار بشن هجوم شامل في إدلب.

ويسير المشهد السوري وفق مراقبين بخطى حثيثة نحو الانفراج كنتيجة للتطورات الميدانية القريبة من الحسم لصالح نظام بشار الاسد وحلفائه على حساب باقي التنظيمات المسلحة في سوريا . إلا أن المعرقل الأهم الان للانفراجة الحقيقية هو التسوية السياسية التي رغم قطع شوط هام في رحابها إلا أنّ التجاذبات الخارجية في الميدان السوري كانت احد أسباب هذه العرقلة السياسية .

ومن بين أهم المعارك المنتظرة سواء على الصعيد المحلي الاقليمي أو الدولي ، تعد معركة ادلب المؤجلة منذ فترة طويلة ورقة ضغط وتجاذب بين مختلف الاطراف المحلية والاقليمية الفاعلة في الميدان السوري. وفي سبتمبر 2018، توصل بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، التي يبلغ عدد

سكانها ثلاثة ملايين نسمة.

ولعلّ من اهم فصول الحرب السورية اليوم هو معركة ادلب وتأثيراتها المتوقعة باعتبار ماتمثله المدينة من عمق سياسي واستراتيجي ، إلاّ أنها وبحجم أهميتها تتزايد الضغوطات الدولية حول هذه المعركة نظرا لتداخل الأدوار الخارجية فيها. وتشهد إدلب وريفها حالة من الترقّب بين وعود أنقرة بالمحافظة عليها من جهة، وبين تهديدات دمشق وحليفتها موسكو باقتحامها عسكرياً من جهة أخرى.

ضغوطات اقليمية
وتحاول تركيا بكل قوة تجنيب «ادلب» مثل هذه المعركة التي ينتظرها النظام السوري وحلفاؤه لكسب نقطة قوة اضافية قد تكون ايضا النقطة الحاسمة لانهاء الحرب السورية . وأعلنت تركيا -على لسان سيدات أونال نائب وزير الخارجية التركية- «أن تواجد المتطرفين في منطقة خفض التصعيد في إدلب لا يعد سببًا كافيًا لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق، ستسفر عن تدفق اللاجئين ومقتل آلاف المدنيين، وتخريب البنية التحتية المدنية».

يشار إلى أنّ نحو 3 ملايين شخص يقطنون ادلب، نصفهم من النازحين. وكان قد تم نقل آلاف المسلحين إلى ادلب من مناطق أخرى استعادتها السّلطات السورية من قبضة تنظيم ‘’داعش’’ وجماعات مسلحة أخرى. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي واللاذقية الشمالي .

المشاركة في هذا المقال