Print this page

للحديث بقية: ترامب بين خطة الحرب والسلام

كشف غاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الامريكي عن بعض ملامح الخطة الامريكية للسلام التي تتهيأ الادارة البيضاوية

لعرضها خلال شهر جوان المقبل ، بهدف ايجاد حل للصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. وبحسب المعلن فان الخطة تتضمن جانبين سياسي واقتصادي ويتناول الشق السياسي قضايا جوهرية مثل وضع القدس في حين يهدف الشق الاقتصادي لمساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم.

ولئن لم يتم الاعلان بشكل كامل عن كافة تفاصيل هذه الخطة، فانها بحسب عديد المتابعين ستكون -في جزء منها- استكمالا لصفقة القرن التي تم تسريبها والحديث عنها طوال الاشهر الماضية في وسائل الاعلام . فكان متوقعا ان تشكل حجر الاساس وجوهر اي خطة امريكية قادمة للمنطقة . وبدأ الامريكيون عمليا تنفيذ هذه الخطة من خلال منح القدس المحتلة وكذلك الجولان لاسرائيل في انتظار تحديد مصير مزارع شبعا في لبنان . فخطة السلام الامريكية تعني عمليا انهاء هذا الصراع بحلول سياسية تدعم طموحات الاسرائيليين في المنطقة وتقديم بعض الحلول الاقتصادية للشعب الفلسطيني . وقال كوشنر «ينصب تركيزنا في الواقع على القاعدة وهي كيف نحسن حياة الشعب الفلسطيني وما يمكن حله حتى تصبح هذه المناطق أكثر جذبا للاستثمار». ويمكن اعتبار ان جولة كوشنر الاخيرة في المنطقة لم تكن تستهدف في الأساس اطلاع الحلفاء في بعض الدول الخليجية على فحوى هذه الخطة بقدر ما تهدف الى الطلب منهم تسديد كلفتها والتكفل بمنح المساعدات المالية للفلسطينيين، في حين تتكفل الولايات المتحدة بتنفيذ الجانب السياسي المتعلق بـ «اهداء القدس والجولان ومزارع شبعا» الى الاسرائيليين».

فاسرائيل التي تريد فرض سيطرتها على المنطقة ، تحاول تحقيق مكاسب سياسية تتماشى مع طموحاتها التي لا تقف عند حد ، ابتداء بقضية القدس وتصفية قضية اللاجئين مرورا بـ «قانون القومية» القائم على مبدإ «يهودية الدولة» ...

هنـــاك مقولـــة يرددها الاسرائيليون وهي «حيثما تصل قوات اسرائيل... فتلك حدودنا» ، والخطورة اليوم انه وفي ظل الوضع العربي الراهن والظرف الهش في خضم التغيرات الكبرى الحاصلة ، فان الفرصة تبدو سانحة للإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين لفرض اية خطة تتلاءم مع مصالحهم في المنطقة ...وفي هذا السياق فان خطة السلام الامريكية هي في جوهرها خطة لحرب طويلة المدى ستبقى دائرة طالما انهم يحاولون فرض «قانون القوة» لا «قوة الحق».

منذ فترة صرح دايفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة في تل ابيب قائلا : «يجب على العرب الموافقة على تطلعات اسرائيل».. . وتلك التصريحات تكشف الجانب العميق والذي لم يعد مخفيا في جوهر الاستراتيجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط وبوصلتها الاساسية هي تكريس الاحتلال الاسرائيلي وتفوقه العسكري والسياسي في المنطقة.

المشاركة في هذا المقال