Print this page

الأزمة الليبية على طاولة القادة الأفارقة .. الواقع الميداني والسيناريوهات المقبلة

احتضنت العاصمة المصرية القاهرة قمة على مستوى القادة تم تخصيص حصتها الاولى لدولة السودان والثانية

حول ليبيا والحرب الدائرة في طرابلس وانتكاسة المسار السياسي .وكشف بيان للاتحاد الافريقي عن مشاركة دول تشاد رواندا الكونغو جنوب افريقيا في لقاء القمة حول ليبيا وبرئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد وحضور رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي، وذلك من أجل ايجاد مخرج سلمي للمأزق الذي وصلت اليه الاوضاع و انتكاسة مسار الحوار .

يشار الى ان مفوضية الاتحاد الافريقي لطالما انتقدت التدخلات الخارجية في الازمة السياسية في ليبيا . وعملت على انجاز المصالحة الوطنية الشاملة وإقرار ما يمكن بالميثاق الاجتماعي الوطني دون اقصاء لأي طرف او مكون . ويرى مراقبون بان الانقسام الدولي حول ليبيا نتيجة لتضارب المصالح الخارجية انعكس سلبا حتى على اداء مجلس الامن الدولي الذي فشل حتى في اصدار قرار لوقف حرب طرابلس الحالية . ولإنقاذ ما يمكن انقاذه وحتى لا تتطور الامور نحو الاسوأ خاصة وان نتائج قمة مجلس الامن وقادة الدول العربية ايضا عبر الاتحاد الاوروبي لم تنجح في فض الخلاف والاقتتال بين الاطراف الليبية، إلا ان امالا اخرى تلوح في الافق اذ يرى متابعون أنّ حل الازمة يبدو ممكنا في اطار الاتحاد الافريقي. للتذكير فان التطورات العسكرية حول محيط طرابلس والعملية التي اطلقها القائد العام للجيش خليفة حفتر كشفت عمق الخلافات بين دول جوار ليبيا العربية. الجزائر مصر وتونس .

فبينما عارضت الجزائر بشدة خطوة حفتر أيدت مصر العملية العسكرية في حين كثف وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي من مشاوراته واتصالاته مع غسان سلامة وايطاليا وفرنسا، وأكد ضرورة وقف الحرب كما اتصل هاتفيا بحفتر وطالبه بوقف فوري للحرب .
خلافات دول الجوار العربية من المستجدات العسكرية في طرابلس سوف تنعكس على آلية اجتماعات وزراء خارجية تلك الدول التي عقدت ثمانية لقاءات دون انجاز المطلوب .

اوضاع انسانية صعبة في طرابلس
وبعد ان طوت حرب طرابلس يومها ال 20 دون تحقيق الحسم من هذا الطرف او ذاك وفي الوقت الذي تتحدث فيه قوات حفتر عن وصول تعزيزات لمحاور القتال التابعة اليها وتحقيق بعض التقدم في محور العزيزية، تؤكد قوات حكومة الوفاق دحرها لقوات حفتر .ووسط هذا تزداد معاناة المدنيين وأهالي المناطق المحاصرة يوما بعد اخر.

ومما زاد في الازمة الانسانية غياب كامل للمنظمات الانسانية وكل الاعباء يتحملها الهلال الاحمر الليبي على قلة الامكانيات وجراء عدم التزام اطراف الحرب بالقانون الانساني الدولي، الشيء الذي اسفر عن مقتل طبيب اسعاف وعدد كبير من منتسبي الهلال الاحمر .وزارة صحة حكومة الوفاق سبق ان اعلنت حالة الطوارئ بمستشفيات طرابلس ومدن الزاوية وزوارة .لكن الكل يعلم نقائص تلك المؤسسات الصحية . الى ذلك لم تتوقف مساعي عقلاء مدن الليبيين بما فيها طرابلس من اجل وقف الحرب ويؤكد مشايخ القبائل انه لا رابح فيها اطلاقا ..في هذا الاطار اكدت مصادر مقربة من المجلس الاعلى للقبائل توجه وفد من مشايخ طرابلس و مصراته الى ترهونة لإقناع اعيانها بسحب ابنائها من قوات حفتر .لكن وجد صعوبات في تحقيق ما ذهب لأجله .

اما دبلوماسيا فقد اعلن المجلس الرئاسي على لسان محمد زايد عماري ارسال وفد دبلوماسي تابع للوفاق الى بعض العواصم العربية والاوروبية لتوضيح حقيقة ما يجري و لمطالبته بدعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا .

المشاركة في هذا المقال