Print this page

ليبيا والمواجهة المرتقبة: السراج يعلن حالة النفير العام بعد تحرك الجيش غرب البلاد

لم يكن مفاجئا ما أعلنته القيادة العامة للجيش الليبي أول أمس ببدء تحرّك عسكري في مدن الغرب الليبي ،وكان من المتوقع أن يكمل

الجيش الليبي بقيادة حفتر عملية جديدة في تلك المناطق بعد سيطرة على الجنوب وإعادة الامن والاستقرار الى الشرق .

ويؤكّد الشق الداعم لتحرك الجيش الجديد لتطهير البلاد من سطوة المليشيات والمجموعات المسلحة وعصابات الجريمة ومخاوف عودة «داعش» مستعملا ضعف حكومة السراج، يؤكد ذلك الشق أن تقدم الجيش لا يتضارب مع مخرجات الملتقى الجامع المرتقب وضمنها بعث حكومة موحدة و تحديد موعد الانتخابات البرلمانية.

وأكّد هؤلاء على ان الطرف الوحيد الذي بإمكانه ضمان فاعلية الحكومة القادمة وإجراء الانتخابات هو الجيش الوطني الذي غير المعادلة حيث أثبتت التجارب بأنّ الرهان على المليشيات في إعادة الأمن رهان خاسر. فلذلك المليشيات لا هم لها سوى نهب المال العام وابتزاز المجلس الرئاسي والصراع فيما بينها على النفوذ. مشهد بلغ درجة خلق دويلات داخل الدولة ومناطق نفوذ تقسمها الحدود الإدارية الغريب بأن جميع لقاءات السراج مع حفتر كانت التفاهمات فيها أساسا محاربة الإرهاب ودعم الجيش والحفاظ على سيادة ليبيا لكن بمجرد عودته الى طرابلس يتنصّل السراج من تلك التفاهمات تحت ضغط المليشيات وجماعة الإخوان . يرى مراقبون بأنه لولا الجيش الليبي الذي نجح في تأمين ثروة النفط لأفلست ليبيا ولولا الجيش لنجح الدواعش في إقامة إمارة إسلامية في بنغازي ونفس الصورة تنطبق على درنة . الى ذلك كشفت مصادر مقربة من الجيش الليبي بأن الوجهة القادمة بعد غريان هي صرمان العزيزية وباقي مناطق جنوب طرابلس ثم ترهونة اين يتوقع انضمام اللواء السابع .

علما بان تقدم الجيش حتى بلوغه غريان وقاعدة الوطية الجوية لم يشهد مواجهات مع ما يعرف بقوات المنطقة العسكرية الغربية التابعة للسراج بقيادة المدعو الجويلي باستثناء مناوشات بسيطة على مستوى بوابة «قضامه» على مشارف غريان.

ويعوّل القائد العام للجيش على التقدم دون مواجهات مسلحة فالقيادة العامة ملتزمة بعدم خوض قتال ضد اية مدينة ليبية، وفي هكذا حال لابد من ضمان ترحيب شعبي و دعم قبلي و هو الذي توفر حاليا.

ردود أفعال
صادف اعلان تحرك الجيش تواجد الامين العام للأمم المتحدة في طرابلس قادما من مصر انطونيو غوتيريش جدّد الالتزام بالحل السلمي للازمة ودعا الى إبعاد الصراعات المسلحة .وهذا طبعا لن يحدث حتى مع المليشيات المتشددة لأنها تعرف انها غير قادرة على مقارعة الجيش.الجدير بالإشارة ان اغلب ردود الافعال الدولية طالبت بعدم جر البلاد الى حرب «مدمرة» اما في مصراتة المنقسمة بين داعم للجيش ورافض له فقد اجتمعت قيادات المليشيات الاخوانية لتحديد كيفية التصدي للجيش الذي يخطط للسيطرة على مدينة سرت وتضييق الخناق على مصراتة.

المؤكد وبحسب الانباء القادمة من طرابلس و مصراتة وزوارة اين تتموقع قيادات الاسلام السياسي أن تلك القيادات بدأت في حزم حقائبها للهروب نحو دول اقليمية داعمة لها طالما ان خيار المواجهات مع الجيش خيار خاسر بالنسبة اليهم.

المشاركة في هذا المقال