Print this page

الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب»: «واشنطن تجبر جميع الأطراف عربية وأوروبية على فرملة التواصل وإعادة التعاون مع دمشق»

• «عودة سوريا الى الجامعة العربية ليست قريبة وهي رهينة التطورات الميدانية»
قال الكاتب والمُحلّل السياسي السوري خليفة عبد القادر لـ«المغرب» أنّ واشنطن تعتمد ملف

«عودة المقاتلين الأجانب» كورقة تلعبها ضدّ الداخل الأوروبي ليس فقط بالنسبة لعودة «الارهابيين» بل بالنسبة للاجئين السوريين في أوروبا. وأضاف انّ الحديث عن عودة قريبة لسوريا الى الجامعة العربية لايزال بعيدا نظرا لبقاء عدة ملفات عالقة وتحتاج الى حلول سواء عسكريا او سياسيا .

• لو تقدمون رأيكم في تطوّرات المشهد السوري سياسيا وميدانيا ؟
المشهد السياسي السوري مرتبط ارتباطا وثيقا بالميدان ويتشعب في اتجاهات عديدة منها الاستحقاق الدستوري . لكن الأهم هو تصليب تحالف دول المقاومة ورفع مستوى تشبيك المصالح الاقتصادية لمواجهة العقوبات الدولية خصوصا على طهران و دمشق ، وحتى في هذا المجال بات يحتاج الأمر إلى خطوات ميدانية سريعة وفي اقرب وقت ممكن لحسم الامور في إدلب .
لكن وممّا تسرّب عن إجتماع سوتشي الأخير أنّ الجانب التركي طلب مهلة إضافية أخيرة ، وفي المنطقة الشرقية هناك تريث وحالة «ستاتيكو» قائمة لحين تبلور القرار الأمريكي النهائي لجهة الانسحاب مع بدء بعض العمليات ضدّ الوجود العسكري الأجنبي وكان آخرها ضدّ القوات الفرنسية.

• ما تعليقكم على الخلافات الأوروبية حول عودة «الارهابيين»؟
الخلافات الأوروبيّة هي خلافات قديمة جديدة وهي أيضا أوروبيّة أمريكية من جهة ثانية . تلك الدول تخشى عودتهم وحاولت التنسيق مع دمشق سرا للتعامل مع هذه الحالة لكن دمشق طلبت وجود تنسيق علني للتعاون.

• يعني برأيكم هل ستُجبر هذه المعضلة الأوروبيين على الرضوخ للأسد؟
في ظل انعدام الأفق الواضح لفعل اوروبي مستقل عن الإرادة و الإدارة الأمريكية ليس هناك من وضوح في مسار القرار الأوروبي ، وواشنطن ليست مستعجلة لحل هذه المعضلة بالعكس تماما هذه ورقة في يد واشنطن تلعبها بالداخل الأوروبي ليس فقط بالنسبة لعودة الارهابيين بل بالنسبة للاجئين السوريين في اوروبا.واشنطن تجبر جميع الأطراف عربية كانت أو أوروبية على فرملة التواصل وإعادة التعاون مع دمشق.
بعد فترة اندفاعة عودة افتتاح السفارات في دمشق عادت الامور وتوقفت بسبب الفيتو الأمريكي والغربي عموما المتماهي بشكل تام مع مواقف واشنطن ، ومنذ لحظات قالت الدكتورة بثينة شعبان أن القوات الأمريكية في التنف تمنع تحريرها اذا لا خروج أمريكي حقيقي ومؤكد .
وكل ما نراه في سوريا هو إعادة انتشار من قواعد إلى قواعد أخرى ، قوافل تخرج باتجاه العراق و قوافل تدخل من جديد وقوات تأتي للمساعدة في إخراج القوات الموجودة ، وقوات تأتي لإخراج القوات التي أتت للمساعدة وهكذا هي كحلقة مفرغة.

• برأيكم بعد هذا الضغط السوري على أوروبا هل سنرى عودة قريبة لدمشق لجامعة الدول العربية تزامنا مع قرب انعقاد القمة العربية ؟.
لا أظن أن العودة قريبة لانها مرهونة بكثير من التطورات و اهمها الميدانية ، أيضا بعد زيادة تشديد العقوبات الغربية على دمشق و قانون قيصر الأمريكي ستبقى عدة ملفات عالقة الأمر بحاجة لانتظار أكثر .

المشاركة في هذا المقال