Print this page

من وجهة النظر الغربية: الأزمة الليبية رغم كل التطورات مازالت تحت السيطرة

اكدت رئاسة اركان سلاح الجو التابع للجيش الليبي بقيادة حفتر . تنفيذ غارات جوية على تمركزات المجموعات المسلحة للمعارضة التشادية

غير بعيد عن مدينة مرزق . فيما تضاربت الانباء القادمة من الجنوب الغربي حول قيام قوات برئاسة آمر المنطقة العسكرية الجنوبية المعين من السراج باستهداف قوات حفتر.

وكانت التخوّفات ظهرت من احتمال وقوع اقتتال بين القوات التابعة لحفتر وتعيين رئيس الرئاسي لآمر عسكري للجنوب . وكذلك اعلان القيادة العامة في الرجمة الجنوب منطقة عمليات ومنعت بموجب ذلك القرار اي طائرة من الدخول الى اجواء المنطقة او الهبوط إلاّ بعد اذن من غرفة عمليات القيادة العامة. رغم هذه التطورات يؤكد المراقبون بان الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية الفاعلة في ازمة ليبيا . مازالت تلك الدول تعتبر ازمة ليبيا تحت السيطرة حيث بإمكانها ان توقف التوتر في اي لحظة تريد .

وان ما يجري الان من استقرار من طرفي الصراع ليس سوى استعراض للقوة، ولفت المراقبون الى ان العواصم الغربية لا تعطى اهمية لهذه التحركات او التصريحات وحفتر لن يقدم على ارتكاب خطأ قد يجر الى حرب جديدة.

وان الدول الفاعلة والأمم المتحدة بصدد ايجاد صيغة تفاهم بين اقطاب الصراع الدائر قبل انعقاد الملتقى الجامع ، الواقع ان حفتر سبق ان اعلن اكثر من مرة استعداد قواته دخول طرابلس وطرد المليشيات لكنه لم يفعل بسبب وجود فيتو غربي لمنع اي احتكاك بين رئاسة اركان برقة ورئاسة اركان طرابلس .

وسواء قبل حفتر او لم يقبل فالمجموعات المسلحة المتواجدة في طرابلس، ونتحدث عن الاغلبية منها في نظر الامم المتحدة تعمل تحت شرعية حكومة الوفاق المعترف بها دوليا .وان المجتمع الدولي حسم طريقة سليمة بحل الازمة والإطار هو الاتفاق السياسي، وما دون ذلك هو عبث لا جدوى منه وبالتالي فلا حل عسكري للازمة في ليبيا .

الأمور تسير نحو التهدئة
كل ذلك يؤكّد ان التطورات الحاصلة جنوب البلاد سوف تتوقف ولن تتطور في اتجاه الاسوء، وان الاطراف الدولية المؤثرة سوف تضغط على طرفي الصراع اذا ما لاحظت اي تهور فالراهن لا يتحمل مغامرات.

مقابل ذلك هناك فرص التهدئة فربما بادرت فرنسا باستئناف ضرباتها الجوية على مواقع المعارضة التشادية تحت غطاء الاتفاق الموقع بين باريس وطرابلس المتعلق بحماية الحدود الجنوبية على ان تكون ضربات خاطفة ولا تتطلب تكلفة مالية ضخمة.في غضون ذلك تبدو بعثة الامم المتحدة في حاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى لتحريك مياه العملية السياسية الراكدة.

وللتأكيد على ان الحل السياسي هو طريق الليبيين لإعادة الاستقرار لوطنهم ذلك هو مضمون كلمة سلامة او امين عام الامم المتحدة امام قادة وزعماء دول الاتحاد الافريقي المنعقد في اديس ابابا والذي جعل في دورته الحالية الملف الليبي أولوية رغم تعدد ازمات القارة السمراء من ازمة شمال مالي ونشاط بوكو حرام في دول الساحل واحتجاجات السودان .

المشاركة في هذا المقال