Print this page

هجوم حوثي يستهدف عرضا عسكريا في اليمن: تطورات ميدانية تطيح بمخرجات اتفاق السويد وتعيد اليمن إلى نقطة الصفر

استهدفت جماعة الحوثي أمس الخميس عرضا عسكريا للجيش اليمني في قاعدة بمحافظة لحج باستعمال طائرة

من دون طيار، ممّا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ووفق تقارير اعلامية فان الطائرة استهدفت «عرضا عسكريا كان يقام في قاعدة المعسكر التدريبي بالعند في محافظة لحج بحضور عدد كبير من القيادات العسكرية والمحلية».وأصيب في التفجير رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء الركن عبد الله النخعي، ومحافظ لحج أحمد عبد الله التركي، والعميد الركن ثابت جواس، بالإضافة إلى الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب، فيما قتل 6 جنود.

وتبنت جماعة الحوثي او المعروفة باسم «أنصار الله» الهجوم ، وهي خطوة اسقطت كل الجهود المحلية والدولية لإرساء الية حوار ناجعة بين الحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثي المعروفة بتلقيها دعما من ايران.
ورغم التوصل الى اتفاق بين الاطراف المتصارعة في اليمن ، الا أن الخطوة الاخيرة للحوثيين قضت على كل محاولات تهدئة للمشهد والركون الى تسوية سياسية من شانها حل الازمة والخروج من الحرب الاهلية التي تخيم على اليمن السعيد منذ مايقارب الـ4 سنوات والتي أودت بحياة عشرات الآلاف.

ورغم ان مشاورات السويد التي انعقدت بين أطراف الصراع في اليمن تحت مظلة الامم المتحدة في السويد ، وهي المباحثات الجدية الاولى منذ 4 سنوات التي يحضرها طرفا النزاع اليمني منذ سنوات بعد فشل كل المشاورات السابقة التي تمت ايضا برعاية دولية وأممية نتيجة تعنّت فرقاء الحرب. ، تمخض عنها ارساء هدنة ووقف للاقتتال في مدينة الحديدة ذات الاهمية الاستراتيجية البالغة إلاّ أن الخروقات الامنية المستمرة كانت تؤرق سير الاتفاق ، ليأتي هجوم يوم أمس ليكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير وتُفشل الجهود الداخلية والخارجية التي تشرف عليها الامم المتحدة منذ سنوات.

تشاؤم بعد الانفراج
ولطالما سعت مباحثات ماراطونية الى انهاء او وقف الاقتتال العنيف الذي تعيشه اليمن منذ سنوات طويلة بين الحكومة الشرعية من جهة وجماعة «انصار الله» او مايسمون بجماعة الحوثي. كما حاولت الاطراف الدولية مرارا إضفاء طابع الثقة على المباحثات وآخرها المشاورات التي احتضنها السويد بعد فشل المباحثات السابقة في ارساء الية واضحة لحل الازمة اليمنية المتفاقمة على الصعيد السياسي الاقتصادي وأيضا الانساني.

يُشار الى أنّ العودة الى طاولة التفاوض بين الحوثيين والحكومة اليمنيّة جاءت بعد تعطّل المشاورات لما يزيد عن عامين رغم المُحاولات السياسيّة الاقليمية والدوليّة لحلّ الأزمة اليمنية. ويرى مراقبون أنّ الهجوم الأخير الذي استهدف عرضا عسكريا في لحج سيجعل من العودة الى طاولة التفاوض من جديد بين الأطراف المتصارعة صعبا للغاية هذه المرة. ورغم التفاؤل الذي رافق المشاورات الاخيرة إلاّ أنّ الشكوك والمخاوف التي رافقتها فاقت نسبة التفاؤل خاصة وأنّ الإخلال وعدم الالتزام كانت السمة الملازمة لكلّ التوافقات التي تتمّ برعاية أممية وتتعلق بالصراع اليمني الحوثي .

ويشهد اليمن منذ سنوات صراعا وحربا داخليّة عنيفة زادها عنفا الدور الذي تلعبه عدة اطراف اقليمية في البلاد على غرار إيران المعروفة بدعمها لجماعة الحوثي أو «أنصار الله» والسعودية التي تقود عملية عسكريّة ينفذها التّحالف العربي منذ سنوات في اليمن والذي اتهم مرارا بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين ، كما يواجه التحالف العربي بقيادة الرياض اتهامات دولية صريحة من منظمات حقوقية وإنسانية بالفشل الذريع في ما يتعلق بالحرب اليمنية .

المشاركة في هذا المقال