Print this page

الكاتب والباحث الأردني محمد محفوظ جابر لـ «المغرب»: سوريا تسير إلى الأمام وجبهة المقاومة سوف تستمرّ في عرقلة تنفيذ «صفقة القرن»

اكد الكاتب والباحث الاردني محمد محفوظ جابر عضو رابطة الكتاب الأردنيين ومقرر لجنة مقاومة التطبيع لـ«المغرب» أنّ تفعيل مناهضة

التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني في هذه الظروف التّطبيعيّة العربيّة الرّسميّة لا يمكن أن يتمّ إلاّ بالإرادة الشّعبيّة العربيّة وتشكيل جبهة عربيّة واحدة .. واضاف ان الاستيطان الصّهيوني يسعى إلى طمس وتدمير التراث العربي في فلسطين والجولان وبناء المستوطنات وإطلاق الأسماء العبريّة عليها لتمحى من الذّاكرة العربيّة الّتي تربط بين العربيّ وهذه المدن والأراضي المحتلّة.

• إلى أين تسير المنطقة وما تأثير ما يحصل على مستقبل القضية الفلسطينية.؟
المنطقة باتّجاه «التطبيع العربي» مع العدوّ الصّهيوني وذلك بعد أن كانت مصالح السّعوديّة تلتقي مع مصالح العدوّ الصّهيوني في محاربة جمهوريّة إيران الإسلاميّة واعتبارها هي العدوّ الرّئيسي للأمّة العربيّة، وبالتّالي انحراف البوصلة الّتي تشير إلى أنّ عدوّ الأمّة العربيّة هو «الكيان الصّهيوني» الّذي لديه أطماع في إقامة «دولة إسرائيل» الكبرى من الفرات إلى النّيل. كذلك بدأت دول الخليج العربيّ تتّجه إلى التّطبيع الرّسميّ العلنيّ وقد كان يجري التّطبيع سرّا، ولكنّه بعد زيارة رئيس وزراء العدوّ الصّهيوني إلى عمان وكذلك زيارة وزيرة الرّياضة، لم يعد خافيا على أحد أنّ العدوّ قد اخترق دول الخليج وصرف بوصلتها باتّجاه مصالحه وباتّجاه تثبيت شرعيّته على حساب القضيّة الفلسطينيّة وإنهاء ملفّ القضيّة بإنهاء ملفّ قضيّة القدس كما قال ترامب، وإنهاء ملفّ حقّ العودة عبر إنهاء دور وكالة غوث اللاّجئين الفلسطينيين.

• كيف يمكن تفعيل مناهضة التطبيع مع الصهيونية في ظل تفشي هذه الموجة.؟
إنّ تفعيل مناهضة التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني في هذه الظروف التّطبيعيّة العربيّة الرّسميّة لا يمكن أن يتمّ إلاّ بالإرادة الشّعبيّة العربيّة وتشكيل جبهة عربيّة وحدة تصنع برنامجا موحّدا تخوض من خلاله النّضال الجماهيري بمقاطعة كلّ مظاهر التطبيع الرّسمي وعدم الاستجابة للأنظمة المهرولة نحو التّطبيع، لذلك أدعو جميع الأحزاب العربيّة اليساريّة والقوميّة وكافّة القوى الوطنيّة والمؤسّسات الأهليّة بأن يسارعوا إلى إنشاء هذه الجبهة العربيّة الموحّدة المناهضة للتّطبيع مع العدوّ الصّهيوني قبل أن يسبقنا الوقت ونصبح نادمين.

• لديك عديد المؤلفات والكتب منها المستوطنات الصهيونية في الجولان العربية لو تحدثنا عنها أكثر؟
نعم، كتبت عبر المستوطنات في الجولان وقبله عبر المستوطنات في مدينة الخليل التي تعتبر أهمّيتها بالنّسبة إلى العدوّ بعد مدينة القدس وقد أصدرت أيضا كتابا حول الاستيطان الصّهيوني فيها، فإنّ العدوّ يسعى إلى طمس وتدمير التراث العربي في فلسطين والجولان وبناء المستوطنات وإطلاقها الأسماء العبريّة عليها لتمحى من الذّاكرة العربيّة الّتي تربط بين العربيّ وهذه المدن والأراضي المحتلّة وفي كتبي هذه أثبت الأسماء العربيّة في عمليّة مضادّة للتّهويد وحتّى تبقى الذّاكرة والتّاريخ حيّة ونحافظ عليها كما كتبت عن النّضال الفلسطيني في المنطقة المحتلّة عام 1984 في ذكرى النّكبة تحت عنوان «ستّون عاما من النّضال» للتّأكيد على أنّ شعب فلسطين لن يستسلم للاحتلال، كما وثّقت للأسرى في سجون الاحتلال نضالهم داخل السّجون المكمّل لنضالهم خارجه، إضافة إلى مشاركات في كتب ضدّ التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني. أمّا حول الأعمال القادمة فإنّي سأحاول أن أكمل مشروعي المناهض للاستيطان وتوثيق أسماء القرى والمدن العربيّة الّتي تشيّد فوق أراضيها المستوطنات وتحديد المستوطنات بالاسم حتّى لا ننسى ولا تنسى الأجيال القادمة.

• الأزمة السّوريّة اليوم محرك اساسي لأوضاع المنطقة فالى اين يسير هذا الملف ؟
استطاعت المقاومة بجبهتها الموحّدة سوريا وإيران وروسيا وحزب الله في لبنان أن تحقّق انتصارا على جبهة الأعداء الإمبرياليّة الأمريكيّة الصّهيونيّة والرّجعيّة العربيّة الدّاعمين لقوى الإرهاب الدّيني الطائفي والعنصري. وأثبتت المقاومة في سوريا أنّ الولايات المتّحدة لم تعد كما كانت تقرّر مصير الشّعوب، وأنّ دورها العالمي قد تراجع وحتّى أنّها منذ أن أطلقت شعار «صفقة القرن» وحتّى الآن لم تستطع أن تحدّد بنود هذه الصّفقة بل إنّها تراهن على مرور الزّمن وتستخدمها عصا لترهب بها المنطقة.

• رؤيتكم للازمة السورية ومآلها وماذا بعد صفقة القرن؟
إنّ سوريا تسير إلى الأمام، وجبهة المقاومة سوف تستمرّ في عرقلة تنفيذ ما يسعى إليه ترامب عبر ما يسمّى صفقة القرن الّتي تستهدف تصفية القضيّة الفلسطينيّة. وكلّ ما تسعى إليه الإمبرياليّة والصّهيونيّة والرّجعيّة هو تأخير عمليّة نهضة سوريا إعادة البناء فيها حتّى لا تستطيع القيام بدورها في عرقلة عمليّة تصفية القضيّة الفلسطينيّة وسوف يحاولون اختراق إيران لإضعاف دورها أيضا وقد بدأت ضدّ حزب الله بينما يخلقون المشاكل لروسيا الّتي بدأت تأخذ دورها المؤثر في العالم في مواجهة المشاريع الأمريكيّة.

المشاركة في هذا المقال