Print this page

بعد انضمام السنة الى الحراك الشيعي ضد الفساد: تغير جديد في المشهد السياسي العراقي

يتواصل الحراك الاحتجاجي في العراق من قبل المتظاهرين في محافظات وسط وجنوبي البلاد ..ولئن تركزت المظاهرات في

المناطق ذات الاغلبية الشيعية ، الا ان المفتي العام لسنة العراق لوح اول امس بامكانية الانضمام الى قافلة المتظاهرين اذا لم تتمكن حكومة العبادي من انهاء معاناة المتظاهرين..

انطلقت الاحتجاجات الشعبية في البصرة ومحافظات أخرى جنوبي البلاد، ذات الأكثرية الشيعية، منذ 9 جويلية المنصرم، للمطالبة بتوفير الخدمات العامة وفرص العمل ومحاربة الفساد. وذلك في اعنف موجات عنف واحراق للممتلكات ومكاتب الاحزاب خلفت 14 قتيلا ومئات المصابين بحسب مفوضية حقوق الانسان..

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد اضطرابات امنية وازمة سياسية خانقة منذ سنوات ..ولا يزال العراقيون يبحثون عن الطريق والنظام الامثل الذي يوفر لهم معادلة الامن والديمقراطية معا..بعد ان غرقت بلاد الرافدين اكثر فاكثر في دوامة من الفوضى والفساد في ظل نظام طائفي وديمقراطية مشوهة ..

وفي شهر جويلية الفارط اسفرت دوامة العنف عن مقتل 79 مدنيا عراقيا بحسب الأرقام الصادرة عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وذلك بسبب التفجيرات الارهابية والعنف والنزاع المسلح ..

ويعتبر الباحث والمحلل السياسي العراقي فوزي عبد الرحيم ان المظاهرات والاحتجاجات الجارية في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق هي نتيجة طبيعية لتراكم الأزمات وخاصة في مجال الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وكذلك نسب البطالة العالية وخاصة بين الخريجين وكل ذلك بسبب الفساد المالي والإداري الذي ينخر مؤسسات الدولة وعجز النخب الحاكمة عن إحداث اي تغيير إيجابي ...ولفت محدثنا النظر الى ان هذه الاحتجاجات تحدث في المدن ذات الأغلبية الشيعية والتي تستند لها النخبة الحاكمة في تحصيل شرعيتها على أساس كونها ممثلة لها وهذا يعني انتقال الصراع من شيعي سني وهو ما تريده القوى الشيعية والسنة لإدامة سيطرتها على الجماهير إلى صراع بين أقلية متحكمة بالسلطة والثروة وأغلبية محرومة وهذا تغير جوهري وإيجابي يؤذن بعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها بعيدا عن المسار التعسفي المصنع الذي يجعل من الشيعة كتلة واحدة إزاء كتلة سنية مقابلة رغم التناقضات التي تحفل بها الكتلتان من وجود قوى تحكم من أجل مصالحها الهائلة وولاية محرومة ....

وقال ان الجمهور الشيعي منح تحت تأثير أحزاب الإسلام السياسي الشيعي فرص عدة كي تقوم بإصلاح نفسها تحت شعارات مضللة من ضرورة تكاتف الطائفة ضد العدو المفترض،لكن الأمور وصلت إلى نهايتها والجمهور يطلب بإنهاء الفساد الذي لا يمكن القضاء عليه بوجود ذات النخب الإسلامية ..وكل ذلك يؤشر الى تغيير ما قد يحدث خارج إطار العملية الديمقراطية الفاشلة بحسب قوله.

المشاركة في هذا المقال