Print this page

القصف الاسرائيلي على غزة ...بين التهدئة والمواجهة الشاملة

شنت «اسرائيل» مساء امس غارات على غزة اسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين

وذلك بعيد الاعلان عن ورقة المصالحة الموقعة بين حركة حماس ومصر، ليصبح سيناريو شن تل ابيب حربا جديدة ضد الفلسطينيين اقرب الى الواقع مع التهديدات المتواصلة ...

فقد مثلت مسيرات العودة في ظل الهبّة الفلسطينية المتواصلة كابوسا يؤرق مضاجع الاسرائيليين ..وعبر الفلسطينيون بشكل عفوي من خلالها ، عن تمسكهم بحقوقهم التاريخية والوطنية ، وانه بالرغم من الظرف العربي المرتبك الا انهم لن يتنازلوا عن القدس وسيظلون المدافعين الاوائل عن ترابهم ومقدساتهم ...وحمل المحتجون رسائل عديدة للخارج مطالبين بتحقيق العودة الى اراضيهم التي هجروا منها وتخفيف الحصار على القطاع . والمعلوم ان الكيان الاسرائيلي يفرض حصارا جائرا على قطاع غزة منذ 12 عاما يشمل مليونا شخص تقريبا..

ورغم الاعلان عن اتفاق تهدئة بواسطة مصرية الا ان حالة من الترقب تطغى في ظل تواصل الانتهاكات الاسرائيلية... وتذكر بعض التسريبات ان ما يحاك اليوم في كواليس السياسة الامريكية هدفه بالأساس تنفيذ صفقة القرن عبر بعض شركاء واشنطن الاقليميين ..وعبر هذه الصفقة المشؤومة، يتم تصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين في مرحلة اولى على طريق تصفية القضية الفلسطينية برمتها ، بحلول ترقيعية تخدم مصالح المحتل وتوطد احتلاله وجبروته ..

ويرى بعض المراقبين ان الهجمة الاسرائيلية الجديدة هدفها خلط الاوراق واسقاط « ورقة المصالحة» الموقعة بين حماس ومصر ..فانهاء حالة الانقسام الفلسطيني لا يخدم مصالح الاسرائيليين باعتبار ان حالة التشرذم الفلسطيني هي احد عوامل ضعف الجبهة الفلسطينية في مواجهة الاخطار الصهيونية ...
وفي الحقيقة فان الانتهاكات الاسرائيلية لا تستثني احدا وتطال كل الجبهات الفلسطينية ..وحتى فلسطينيو الداخل او ما يسمى بـ «عرب 48 «هم اليوم مستهدفون بشكل غير مسبوق مع اقرار الكنيست الاسرائيلي ما سمي بقانون « الدولة القومية اليهودية» ..هذا القرار العنصري الذي يأتي في سياق المخططات الاسرائيلية لتهويد فلسطين ومسح أي اثر عربي ومسح التراث الفلسطيني ..

فبعد التهجير الاول للفلسطينيين في اعقاب عدوان 48 ، تأتي اليوم المرحلة الثانية من التهجير بالنظر الى ان هذا القانون يستهدف بالأساس الفلسطينيين الذي يعيشون داخل اراضي 48 .. وينص على «ان لليهود حق فريد بتقرير مصيرهم، كما يجعل من العبرية اللغة الأساسية للدولة».
ان كل هذه الاخطار الاسرائيلية المتواصلة تستلزم اكثر من أي وقت اعادة اللحمة للشعب الفلسطيني على اختلاف توجهاته الفكرية وانتماءاته والتمسك بمقاومته وانتفاضته ، عبر الاستفادة ايضا من التغير في الرأي العام الاوربي تجاه القضية الفلسطينية ..فقد برز -هذا التغير- بشكل واضح من خلال انتشار حركة المقاطعة الاوربية لبضائع المستوطنات في عدد من الدول الاوربية...ويرى متابعون انها احدى نتائج المعركة الدبلوماسية التي تقودها السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية والتي تهدف بالأساس الى ايصال كلمة الفلسطينيين للعالم اجمع .
ففي ظل الموقف العربي الضعيف وانشغال العرب بحروبهم العبثية لا يبقى امام الفلسطينيين سوى تحقيق الوحدة واللحمة التي يمكن – من خلالها فقط –تغيير هذا الواقع الفلسطيني الصعب وتحويله الى «انتصار» مؤكد ، ضد كل محاولات حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وفي مقدمتها حق العودة.

المشاركة في هذا المقال