Print this page

ثائر عبطان حسن الكاتب المختصّ في العلاقات الدولية لـ«المغرب»: «التزام ترامب وكيم بهذا الاتفاق التاريخي هو الرّهان المقبل»

• «غموض ماهية المكاسب التي ستحصل عليها كوريا لقاء تخليها عن ترسانتها النووية يثير القلق»

أكد الكاتب والمُحلّل السياسي المُختص في العلاقات الدولية ثائر عبطان حسن في حوار لـ«المغرب» انّ الاتفاق التاريخي الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية رهين التزام الرئيسين كيم جونغ اون ودونالد ترامب خاصة وأنهما معروفان بتقلب مواقفهما. وشدد محدّثنا على أن موافقة كوريا الشمالية على نزع سلاحها النووي الذي تعمل عليه منذ عقود طويلة يعني حصولها على تعهدات وضمانات أمريكية ضخمة رغم اعلان ترامب عدم تقديمه أي تنازلات.

• لو تقدمون لنا رؤيتكم لنتائج اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي بعد سنوات من الجفاء؟
لقاء الرئيس الامريكي مع نظيره الكوري الشمالي ، وما تلاه من تصريحات للرئيس ترامب في مؤتمره الصحفي ، تثير تساؤلات كثيرة للغموض الواضح والكبير الذي يتخلل هذه التصريحات ، ولا تتناسب مع الهالة الإعلامية والتفاؤل «غير الحذر» لنتائج هذه القمة التاريخية .
أوّل هَذِهِ التساؤلات هو عدم إعطاء تواريخ محدّدة لكل بنود الاتفاق وإعطاؤها اطارا مهلهلا قد يستغرق عقودا من الزمن وليس أعواما ، فالحديث هنا عن تفكيك منظومة نووية سعى حكام كوريا الشمالية أكثر من نصف قرن في تحقيق بنائها، ولَم يتضح لأحد كنه التعهدات الأمريكية والضمانات التي يمكن تقديمها لبيونغ يانغ من قبل رئيس اشتهر بتقلبات رأيه ويمكن أن ينقلب على هذا الاتفاق حال وصوله الى واشنطن .
التساؤل الثاني المحيّر أيضا ، هو غموض ماهية المكاسب التي ستحصل عليها كوريا لقاء تخليها عن ترسانتها النووية مقابل لا شيء حيث أشار ترامب الى انه لم يقدم أية تنازلات لكوريا الشمالية وان العقوبات سوف تبقى ، وان القوات الأمريكية الكبيرة سوف لن تنسحب من قواعدها الموجودة لدى جارتها الجنوبية.

• كيم وترامب معروفان بتهورهما برأيكم هل سيلتزم الطرفان بهذا الاتفاق ؟
لا ضمانات لالتزام أيً منهما بتعهداته ، فالرئيس الامريكي دونالد ترامب انقلب قبل ايام قليلة على حلفائه الاوربيين خلال قمة مجموعة ال7 بعد ساعات فقط من مغادرته اللقاء الذي انعقد في كندا وأعلن عن سحب توقيعهِ للبيان المشترك مع حلفائه الغربيين ، فما بالك مع ألد خصومه الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ .

• وفي حال تم الالتزام بهذا الاتفاق هل سيخرج كوريا الشمالية من عزلتها الدولية؟
المشكلة تكمن هنا في عدم وجود بنود واضحة للاتفاق بين خصمين عنيدين ، وكذلك عدم وجود قوى دولية محايدة ترعى وتراقب هذا الاتفاق ، فالحديث هنا سابق لأوانه عن خروج كوريا من عزلتها ... علما ان ما تم توقيعه هو وثيقة وليست معاهدة رسمية تتطلب موافقة الكونغرس الأمريكي .. ولو افترضنا جدلا سير الأمور على ما تمناه الطرفان الأمريكي والكوري ، فذلك بالضرورة سيخرج كوريا من عزلتها ، ولو بعد حينٍ طويل .

• ماذا بخصوص علاقات كوريا الشمالية مع نظيرتها الجنوبية وباقي جيرانها هل سنشهد عهدا جديدا بين الكوريتيين؟
كوريا الجنوبية هي المستفيد الأوّل في حال إقرار هذا الإتفاق والتقيّد به ، كونها قوة اقتصادية وتجارية كبيرة لا يعوز تعاظمها في النمو سوى الإستقرار وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي ، والّذي ينعكس بدورهِ أيضا في انفتاح كوريا الشمالية للتخلص من الحصار الإقتصادي والعقوبات التي أثقلت كاهل شعبها كثيرا ، وربّما هذه الأسباب هي التي دفعت بكيم جونغ أون للإسراع في توقيع هذا الاتفاق قبل فوات الأوان.

المشاركة في هذا المقال