Print this page

التصعيد الايراني الاسرائيلي واحتمالات الحرب المفتوحة

جاء اعلان وزارة الحرب الاسرائيلية امس عن اجرائها تجربة جديدة لمنظومة صاروخ «حيتس 3»

لاعتراض صواريخ باليستية وكذلك قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بعشرة صواريخ، اهدافا في غزة ، ليضاف الى سلسلة الغارات التي شنها طيران الاحتلال طيلة الايام الماضية وشملت اهدافا ايرانية في سوريا ...وكل هذه المؤشرات من شأنها ان تزيد من احتمالات اندلاع حرب مفتوحة بين ايران والكيان الاسرائيلي خاصة بعد ان رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو درجة التهديد لإيران قائلاً « إن قواته ستتحرك، إذا لزم الأمر، ضد إيران وليس ضد وكلائها فحسب».

وقد شهد مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد اول امس اتهامات متبادلة بين رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ووزير الخارجية الايراني جواد ظريف توعد خلالها نتنياهو بالرد على اسقاط الطائرة الاسرائيلية . من جانبه ندد ظريف -الذي يشارك في المؤتمر غير أنه لم يكن حاضرا مباشرة خلال كلمة نتانياهو- بـما اسماه «سيركا هزليا لا يستحق حتى الرد عليه»، متهما إسرائيل باعتماد «سياسة العدوان والانتقام الجماعي ضد جيرانها». واتهم ظريف إسرائيل بالقيام بـ»عمليات توغل يومية في سوريا وبقصف سوريا بصورة يومية ومنتظمة».

وحقيقة الحال فان حادثة اسقاط الطائرة الاسرائيلية من قبل تحالف دمشق -حزب الله -طهران ، وضعت ميزان الرعب الاسرائيلي في حالة تهديد ..اذ بدت تل ابيب لأول مرة منذ عقود امام رد سوري مباشر ضد غاراتها المتكررة في الاجواء السورية بغض النظر عن حجم هذا الرد ومساحته ، وعما اذا كان يشكل تجاوزا للخطوط الحمر المسموح بها من قبل القوى الكبرى المؤثرة في الملف السوري أي واشنطن وروسيا. اذ تؤشر الغارات الاسرائيلية التي ضربت مطارات وقواعد دفاع جوية سورية الى تصعيد غير مسبوق يمكن ان يؤدي بشكل او بآخر الى حرب بالوكالة او حرب مباشرة بين ايران و»اسرائيل»..ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ما احتمالات هكذا حرب وعلى أي ساحة ستندلع – سوريا او لبنان او غزة – وما تداعياتها على الوضع المتأجج في المنطقة.

الساحة السورية؟
شكلت الحالة السورية والحرب الدائرة فيها منذ 2011 ، نقطة ارتياح لدى الاسرائيليين ..ويرى عديد المراقبين والمختصين في شؤون الشرق الاوسط ان تل ابيب هي المستفيدة الاولى من كل ما يجري ومن التقسيمات الجديدة لخرائط العالم العربي والتي هزت دولا بأكلمها . فتحول «الثورات» المطالبة بالحرية والديمقراطية الى حروب اهلية بين ابناء البلد الواحد ، جعل هذه البلدان هدفا سهلا للأطماع الخارجية سواء الاقليمية او الغربية ، وسهل ايضا اجتياحها من قبل التنظيمات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها، والتي وجدت في هذا الوضع بيئة صالحة لإقامة دولتها المزعومة والتي تقوم على الاتجار بالأسلحة والبشر والتهريب بكل انواعه ...أدت هذه التنظيمات بشكل واضح الأهداف التي قامت من اجلها وهي تدمير هذه البلدان وموروثها الحضاري وتشويه صورة «الاسلام» والتحريض على الفتن الدينية ...

تهديد متواصل
لقد خاضت «اسرائيل» منذ قيامها سبع حروب ضمن الصراع العربي الاسرائيلي آخرها « عملية الجرف الصاعد» على غزة والتي اندلعت في جويلية سنة 2014 واستمرت لمدة 50 يوما ...وقبلها شنت «اسرائيل» في صائفة جويلية من سنة 2006 ايضا حربا على لبنان وذلك من اجل الحفاظ على توازن الرعب الذي يحاول فيه الاسرائيليون حماية وجودهم وأمنهم من اي خطر محتمل للمقاومة اللبنانية حزب الله .. وقد هدد امس وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جلعاد أردان قائلا ان اسرائيل ترى في لبنان مسؤولا عن أي اعتداء تتعرض له من حزب الله». مطالبا من الولايات المتحدة لعب دور اكبر في منع ايران من تحويل سوريا دولة دُمْية تابعة لها»، مضيفا إن إسرائيل ستعمل «ما هو ضروري لحماية مصالحها». وكانت تقارير اسرائيلية تحدثت قبل اسابيع عن قيام ايران بإنشاء مصنع للصواريخ الدقيقة في لبنان من خلال حزب الله ...مما يزيد من احتمالات شن عملية عسكرية اسرائيلية ضد اهداف عسكرية لحزب الله قد تتوسع الى مواجهة اشمل في هذا البلد.
في المقابل تبدو معادلة المواجهة الايرانية الاسرائيلية في سوريا اصعب واكثر تكلفة، لذلك يرجح بعض الخبراء الامنيين ان تكون غزة هي الساحة المفتوحة لأية مواجهة وذلك عبر حركة حماس الحليف الاستراتيجي لايران، باعتبار ان تداعيات هكذا حرب على دولة الاحتلال اقل وطأة ، في وقت ترتفع فيه مخاطر اية مواجهة محتملة في سوريا في ظل وجود قوات امريكية وروسية ومع تعدد الحروب الدائرة في هذه البقعة.

المشاركة في هذا المقال