Print this page

في مؤتمر لإعادة اعمار العراق تحتضنه الكويت: دول التّحالف الدولي ضدّ "داعش" تُجمع أن الخطر الارهابي لازال قائما

أجمع المشاركون في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الارهابي ،

في إطار مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق، على انّ المشهد الراهن في العراق والمنطقة العربية بشكل عام لايعني ان الخطر الارهابي قد زال نهائيا رغم التقدم الذي تم تحقيقه ضد تنظيم «داعش» الارهابي خاصة في العراق وسوريا.
«وينعقد هذا المؤتمر الذي احتضنته الكويت على امتداد يومين بهدف تشجيع فرص الاستثمار وإعادة اعمار العراق بعد الحرب المدمرة ضد تنظيم «داعش» الارهابي . وتسعى العراق – وفق تقارير اعلامية عراقية – الى جمع نحو 90 مليار دولار من التعهدات المالية في المؤتمر وتقديم فرص مشجعة للمستثمرين وضخ الحياة في الاستثمارات المعطلة وأيضا البحث عن استثمارات جديدة.

ومن بين اهم النقاط التي تم التطرق اليها خلال الاجتماع الدولي هو اولويات المرحلة التي تلي انهزام وتراجع تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي ، اذ حذر وزير الخارجية الامريكي في تصريحاته خلال هذا الاجتماع من ان انتهاء العمليات العسكرية الكبرى ضد التنظيم «لا تعني اننا هزمناه نهائيا».
اعلنت العراق اواخر 2017 انتصارها على بقايا تنظيم «داعش» الارهابي» بعد ان نجحت قوات الجيش العراقي بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في تحرير اغلب المناطق التي كانت تحت سيطرة «داعش» الارهابي منذ 2014.
بدوره، حذر وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح من انه رغم «التطورات الايجابية والنتائج الملحوظة على أرض الواقع»، إلا ان «المجتمع الدولي لا يزال يواجه تهديدا مباشرا من الجماعات الارهابية المسلحة».

جهود اعادة الاعمار
تتركز جهود «مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق» على جمع الالتزامات والتعهدات من المانحين والمستثمرين. وكانت بغداد اعلنت في اليوم الاول من المؤتمر ان العراق بحاجة الى 88,2 مليار دولار، بينها 20 مليار دولار بشكل مستعجل والبقية على المدى المتوسط.ويعول العراق على المانحين الدوليين وخصوصا القطاع الخاص. وسيعلن في اليوم الختامي للمؤتمر اليوم الاربعاء عن قيمة المساهمات والتعهدات المالية.

ياتي هذا المؤتمر ليلقي الضوء مجددا على الحرب ضد تنظيم «داعش» ومدى النجاح الدولي في القضاء على هذا التنظيم الارهابي.ورغم الهزائم الكبرى التي مني بها تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي على الصعيد الدولي إلا ان التحذيرات الدولية من المرحلة التي ستلي هذا الانجاز تحمل اهمية تضاهي من حيث الاهمية الحرب الفعلية ضد التنظيم . ولعل اهم هذه المخاوف تتمثل في المؤشرات التي تدل ان تنظيم «داعش» خسر ثقله في مناطق العراق وسوريا ووجهته القادمة تشير الى افريقيا لفرض سيطرته مجددا بحسب توفر عوامل الظروف والحواضن .كما اكد وزير الخارجية الامريكي امس خلال مشاركته في المؤتمر ان ليبيا ونيجيريا ستكونان وجهة تستقطب «داعش» الارهابي في المرحلة المقبلة .

ومن اهم اسباب هذه التحذيرات هي التقارير الدولية التي تؤكد ان الآلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي تمكنوا من النجاة من الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في شرق سوريا، وفقا لتقديرات جديدة من الجيش الأمريكي.ووفق ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن هذه التقييمات العسكرية والاستخباراتية من شأنها التقليل من قيمة التصريحات الأمريكية بخصوص «هزيمة داعش في سوريا».وأوضحت الصحيفة أن عددا كبيرا من المقاتلين هربوا من دون قيود إلى جنوب وغرب سوريا عبر خطوط القوات السورية الحكومية، كما ذهب بعضهم إلى الاختباء بالقرب من العاصمة دمشق.وأوضحت أنهم «ينتظرون حاليا تلقي الأوامر من قادتهم عبر قنوات الاتصال المشفرة».
تأتي هذه الشكوك متزامنة مع اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» مما يجعل من البحث عن استراتيجية ادارة المرحلة التي تلي الهزائم المتتالية التي يعيشها التنظيم الارهابي بعد مرحلة تحرير العراق من براثنه ، من اهم المراحل التي يجب البحث فيها.

ويرى مراقبون ان هذا الاجتماع الدولي يحمل اهمية بالغة باعتباره سيناقش الجهود الدولية والتنسيق المشترك بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة الاستراتيجيّة المرسومة لمحاربة ‘’داعش’’.

كل هذه الاجتماعات تؤكد ان المرحلة المقبلة ستكون ذات أولوية كبرى خاصة وان التّحذيرات الدوليّة تزايدت بخصوص المرحلة التي ستلي فقدان تنظيم «داعش» الارهابي للمناطق التي كانت تحت سيطرته عقب الهزائم التي مني به في بؤر التوتر خاصة سوريا والعراق وليبيا. ويؤكد متابعون للشأن الدولي وجود مخاوف اساسية من اعتماد بقايا هذا التنظيم الارهابي استراتيجية جديدة لإعادة لملمة صفوف مقاتليه والنشاط بصفة سرية في ذات المناطق الّتي خسرها وربما في مناطق اخرى يسعى للوصول اليها.

المشاركة في هذا المقال