Print this page

ليبيا: خلاف بين عقيلة صالح والمشير حفتر ووساطة مصرية لتجاوزه

على هامش الاحتفاء بالذكرى الثالثة لإطلاق عملية الكرامة في الرابع من شهر ماي 2017 نظمت القيادة العامة للقوات المسلحة

استعراضا عسكريا ضخما بحضور كافة المسؤولين وأعيان القبائل، غير ان ما لفت النظر وقتها هو تغيب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الحامل لصفة عسكرية رفيعة وهي القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية.
منذ 2017 لم يجتمع الرجلان وجها لوجه بل عكس ذلك تهافت مسؤولو الحكومة المؤقتة على قاعدة الرحمة للقاء حفتر في حين لم يتحول وزير واحد الى مقر البرلمان ولا إلى مدينة القبة مكان إقامة عقيلة صالح. وأصبح المشهد مختل التوازن يشبه تولي حفتر جميع السلطات التنفيذية و لا يتأخر في إصدار الأوامر والتعليمات بصرف الأموال وإرسال الجرحى للعلاج في الخارج .

معطيات جعلت الخلاف بين حفتر وعقيلة صالح يخرج من السرية الى العلن، اذ تؤكّد مصادر من قيادة الجيش بان الخلاف أساسه الموقف من الحرب على الإرهاب وخاصّة في بنغازي ودرنة، حيث انقسمت مدينة بنغازي بين منتقد لإستراتيجية الجيش الذي انتهج سياسة الأرض المحروقة والحق دمارا هائلا بالمدينة، ومؤيّد للجيش . وتضيف المصادر بان الحرب على الإرهاب تبرر للجيش كل ما فعله من اجل القضاء على الإرهاب.

معلوم بان عدة مستجدات أمنية ساهمت في تزايد الخلاف بين حفتر وعقيلة صالح من ضمنها عملية اعتقال النقيب فرج قعيم وكيل داخلية الوفاق، وتوتر العلاقة بين قبيلة العواقير التي ينحدر منها قعيم .وكانت القبيلة طلبت من حفتر الإفراج عن ابنها المعتقل فورا ودون شرط . لكن حفتر رفض الطلب وتمادى في التصعيد مع القبائل البنغازية، وذلك من خلال حملات الاعتقال لمعارضيه.

وساطة مصرية
كما كشفت مصادر متطابقة من داخل المدينة الخاضعة لسطوة جماعات إرهابية بان قبائل وأهالي درنة يرفضون اقتحام قوات الجيش ونقل الحرب إلى داخلها . ويخشى حفتر من انقلاب قبائل برقه ضده وانحيازها إلى صف رئيس مجلس النواب. ومن الجانب العسكري يخشى المشير حفتر من تضرر المؤسسة العسكرية وهو الذي خسر ضباطا كبارا مثل المهدي البرغثي وزير دفاع الوفاق وفرج قعيم وغيرهما ، كما يتخوّف القائد العام للجيش من نزع الشرعية عنه طالما أنّ المسؤول المباشر عليه في غير تناغم معه.كل ذلك دون التغافل عن برود العلاقة أيضا بين حفتر ونائب الرئاسي المقاطع علي القطراني. تواصل الجفاء و الخلاف بين اكبر مسؤولين في اقليم برقة دفع الجارة مصر الى التدخّل على وجه السرعة في مسعى لإنهاء الخلاف ،وفي هذا الإطار قامت الحكومة المصرية باستدعاء عقيلة صالح وحفتر في محاولة لإصلاح ذات البين . وتراهن القاهرة على رجاحة تفكير الطرفين ،و تقدير التحديات القائمة سواء للجانب الليبي او المصري المركزة على الحرب على الإرهاب.

المشاركة في هذا المقال