Print this page

تحرير دير الزور ومستقبل الأزمة في سوريا

تمكن الجيش السوري من تحرير المدينة بالكامل من ‘’داعش» المتطرفة، التي انهارت وبدأت في الفرار، واعترفت بهزيمتها بعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على كامل المدينة وإعادتها إلى سيطرة الدولة.إن نجاح الجيش السوري في إستعادة السيطرة على مدينة دير الزور ، سيشكل البداية الحقيقية لطرد تنظيم ‘’داعش’’ وأخواته من كافة الأرض السورية

وهو الهدف الاستراتيجي لإنهاء هذا التنظيم ومن وراءه فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشكّ بأنّ المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دير الزور.

في هذا السياق حاولت أمريكا وحلفاؤها مراراً، تحسين وضعهم الضعيف في الميدان العسكري في دير الزور كونه من المهم لهم أن تبقي المناطق الاستراتيجية المحررة من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، الواقعة على الحدود المشتركة بين سوريا والعراق، بعيدة كل البعد عن قبضة الجيش السوري وحلفائه، وازدادت المخاوف الأمريكية أكثر عندما أصبح من السهل افتتاح طُرق برية بين طهران ودمشق وبعد ذلك وصولها إلى لبنان وإلى الأراضي المحتلة.

في سياق متصل وفي ظل التغيرات الميدانية، تقول إن السوريين باتوا اليوم على مقربة من إعلان نصر إستراتيجيٍ لا سيما بعد تحرير الجيش مدينة دير الزور، هذا الانتصار سيكون نكسة للقوى المتطرفة وللسياسة الأمريكية في المنطقة، فواشنطن أصبحت تجد نفسها اليوم أمام واقع مُغاير رسخه صمود الجيش السوري، الذي استطاع استعادة واسترداد المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش والقوى المتطرفة الأخرى، بالإضافة الى دفع الأمريكان إلى السعى للتوصل لحلّ سلمي للأزمة لأنهم أدركوا بعدم قدرة أدواتهم من التنظيمات المتطرفة داخل سوريا على حسم المعركة لصالحهم. وبذلك أثبتت معركة تحرير دير الزور أن سيطرة الدولة السورية على أراضيها هي مسألة وقت فقط، وأنه من الأجدى للجميع الوصول إلى تسوية سياسية تتضمن الحفاظ على الدولة ووحدة أراضيها، وتتخلص من الجماعات الإرهابية، ليستطيع الشعب السوري بناء مستقبله بنفسه وإعادة الإعمار.

ببساطة شديدة، إن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سوريا، وهنا فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة بعد ان انقلبت الموازين، وأسقطت حسابات أمريكا وحلفاؤها في سوريا والمنطقة بأكملها، في إطار ذلك فإن المتغيرات التي تحققت في مختلف المناطق هي مؤشر واضح بأن ‘’داعش’’ بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في سوريا جراء شدة الضربات الموجعة التي تتلقاها.مجملاً .....إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد وأخيراً ..إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية.

المشاركة في هذا المقال