Print this page

دير الزور: هل هي نهاية داعش ؟!

يواصل الجيش السوري التقدم نحو دير الزور، اذ أستطاع فتح أبواب هذه المحافظة عبر حدودها الإدارية مع الرقّة، و تابع الجيش وحلفاؤه تحركهم شرقاً في محاذاة وادي الفرات، وسيطروا على عدد من المناطق الواقعة جنوب بلدة معدان، بينها تل التراب ووادي الخرايج ووادي حميمة.

في موازاة ذلك، سيطر الجيش على عدد من القرى التابعة لناحية السبخة، في محاذاة وادي النهر، من بينها غانم العلي والرابية والجبلي، ليبقى «داعش» موجوداً ضمن شريط ضيق ملاصق للنهر ومفتوح نحو معدان شرقاً، وعلى المحور الآخر قام الجيش بخطوة هامة لإنهاء فصل «داعش» للمطار والمدينة، عبر حفر نفق من شأنه قطع طريق إمداد التنظيم من غرب الثردة نحو نقاطه في منطقة المقابر، في موازاة تغطية نارية تؤمنها نقاط الجيش غرب المطار، ويعيش تنظيم داعش منذ عدة اسابيع حالة من التخبط والانهيار ظهرت في فرار المئات من إرهابييه بعضهم من المتزعمين وذلك على وقع إنتصارات الجيش السوري المتلاحقة بريف الرقة الشرقي وريف دير الزور الجنوبي الغربي الذي يشهد انتفاضة اهلية منذ عدة أسابيع ضد التنظيم ومجموعاته الإرهابية.

لو دققنا بالنظر جيداً لوصلنا الى حقيقة وهي أن آخر معارك «داعش» سوف تكون في دير الزور وسوف يتم القضاء عليها وينتهي معها مشروع التفتيت الموكل به «داعش» وزمرتها خاصة بعدما لحق بالدواعش من هزائم ساحقة في مختلف المناطق السورية مثل حلب وحمص والرقة ،وأيضاً مع تحقيق الجيش السوري إنتصارات ميدانية كبيرة في البادية السورية لذلك تجد أمريكا وإسرائيل نفسيهما أمام مأزق كبير في مواصلة الحرب على سوريا، فبعد اكثر من سبع سنوات من بداية إعلان حربها على سوريا، لم تستطيع واشنطن وذيولها الانتصار النهائي في هذه الحرب الشرسة وحسمها، وبرغم أن أمريكا تعاونت الى أبعد الحدود مع الجماعات المتطرفة في إعطائها السلاح والوقت الكافي لكي تقوم بعملية الحسم لهذه الحرب، إلا أنها لم تستطع إنهاء الحرب لصالحها، وفشلت في الإنتصار على خصومها السوريين، فلم تستطيع أن تصد تقدم الجيش السوري في مختلف المناطق ولم تستطيع هذه الجماعات أن تستعيد مواقعها التي خسرتها هناك بالرغم من عشرات المحاولات الهجومية وتدفق المزيد من المقاتلين الأجانب والأسلحة إليها.

أننا ـ بالفعل ـ في سوريا مقبلون على معركة كبرى.. حينما تجتمع علينا كل قوى الغدر والشر والعدوان.. هي معركة مصير.. وحرب فاصلة سيكون لنا النصر فيها.. لتكون دير الزور في هذه المعركة المقبلة هي فعلاً مقبرة الدواعش ونهاية مشروع التفتيت الصهيوني لسوريا، وفي إطار ذلك فإن الصدمة التي تلقتها واشنطن بصمود سوريا وقدرتها على مواجهة أطماعها أفقدتها توازنها، وسعت وراء كسب المزيد من الوقت لتعيد ترتيب أوراقها في المنطقة، ويبدو أنها في طريقها إلى إدراك أن مشروعها الذي إعتمدت فيه على تنظيم داعش والتنظيمات المسلحة الأخرى الذي أوجدتها قد إنتهى أمرها .

المشاركة في هذا المقال