Print this page

بعد تنامي دعوات الانفصال: تحذيرات من خطورة انسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي والعودة للفرنك

جدد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تحذيره من الدعوات إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن التخلي عن اليورو والعودة إلى الفرنك سيضر بالقوة الشرائية للبلاد، وذلك في تصريحات

صحفية في روما، على هامش الاحتفال بالذكرى الستين للمعاهدة التأسيسية للاتحاد الأوروبي.

وقال هولاند، «يريد البعض الانسحاب من أوروبا، معتقدين أنه سيكون لهم القدرة على إثبات للشعب الفرنسي أننا سنكون أفضل حالا وحدنا». وأضاف الرئيس الفرنسي: «لن يستطيعوا إثبات ذلك، لأن العودة للعملة الوطنية سنتسبب في انخفاض قيمتها وخسارة في القوة الشرائية، وإغلاق الحدود سيتسبب في فقد الكثير من الوظائف».

وتأتي هذه التصريحات على خلفية ارتفاع ملحوظ لمستوى شعبية الأفكار اليمينية في فرنسا، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن زعيمة حزب الجبهة الوطنية، المناهضة للاتحاد الأوروبي والهجرة، ستتمكن من تخطي الجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية بسهولة. ومن جانبه، حذر رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيلروا دو غالو، وهو أيضا أحد صانعي سياسات البنك المركزي الأوروبي، من خطورة الخروج من منطقة اليورو، قائلا، «الخروج من منطقة اليورو وتخفيض قيمة عملتنا بنسبة 20 % يعنى أن تكلفة السلع المستوردة ستزيد بنفس القدر». وأشار دو غالو إلى أن العضوية في منطقة اليورو سمحت لفرنسا بالاستفادة من تكاليف اقتراض أقل، مما أدى لتوفير ما بين 30 و60 مليار يورو سنويا، مضيفا أن التخلي عن العملة الأوروبية يعني التخلي عن تلك المبالغ.

لوبان تتعهد
من جهتها قالت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، في لقاء لها مع إذاعة أوروبا 1 الفرنسية، أنها سوف تنظم في خلال 6 أشهر من توليها الولاية الرئاسية حال فوزها، استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي، متعهدة بأن نتيجة الاستفتاء إذ لم تكن في صالح الانسحاب من الاتحاد، سوف تعلن تركها للحكم وتترك للفرنسيين الحرية في اختيار أي رئيس يحل مكانها، مبررة ذلك بأن كل برنامجها يهدف إلى بناء فرنسا معتمدة على نفسها وليس خاضعة لإملاءات الاتحاد. ومن جهة اخرى أشارت في حديثها للإذاعة الفرنسية، إلى انها لا تزال على موقفها حيال الصلاة وأداء المناسك الإسلامية في الشوارع مؤكدة أنها ستعمل على منعها تماما، وقالت إن إقامة الصلوات في الشوارع تعد فضيحة بكل المقاييس لهذا البلد العلماني، وانتهاكا صريحا للقانون، كما شددت على عدم سماحها بإقامة تظاهرات للتنديد بهذا القرار.

وعن زيارتها لبوتين التي جرت منذ أيام، قالت لوبان، إن زيارتها لروسيا لم تكن من أجل النصيحة أو اكتساب شعبية، مثلما يفعل المرشحان الآخران ايمانويل ماكرون ، وفرنسوا فيون، ولكني توجهت للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الأوضاع حول الإرهاب، وسبل مكافحته وضرورة التعاون معاً في تلك الخطوة التي ستعم بالإيجاب على كل الأطراف.

وعن الجانب الاقتصادي، أكدت لوبان أنه لن يكون هناك غش أو تهرب ضريبي، وفكرة الإفلاس سوف تنتهي تماما، كما ستقوم على إصلاح القطاعات الزراعية والصحية، والاقتصادية، وسن القوانين التي تساعد على المضي قدما في هذا الاتجاه.

المشاركة في هذا المقال