يترقب الشعب السوري بأمل وتفاؤل، المفاوضات السورية -السورية، والتي تأتي استكمالاً للمحادثات التي عقدت في الأستانة عاصمة كازاخستان وخرج منها المتشاورون باتفاقات عدة في مقدمتها وقف إطلاق النار في سوريا وإدخال المساعدات وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب، وهذه الأمور تمهد وتهيئ البيئة المناسبة لمباحثات جنيف ونجاحها، بفضل تمكًن الثلاثي الروسي- التركي- الإيراني من جمع المعارضة المسلحة «باستثناء المجموعات الإرهابية مثل داعش الارهابي وجبهة النصرة» والحكومة السورية على طاولة واحدة من أجل محاولة إيجاد فضاء مشترك للبدء بمسار سياسي لحل الأزمة.
ولهذا تشير الأحداث السابقة جميعها الى أن كافة الأطراف اقتنعت أخيراً بضرورة تجاوز بعض التعقيدات التي كانت تحول دون إنخراطها في البحث عن حل سياسي للأزمة وقررت التوجه الى جنيف لعله يكون مقدمة لإنفراجة حقيقية تعيد الاوضاع الى سياقها الطبيعي في سوريا، وانطلاقا من ذلك لاحظت الأوساط السياسية الاقليمية والدولية توجه المعارضة السورية تجاه العاصمة الروسية لبحث سبل جديدة للخروج من مأزقها الراهن، والتمهيد لإحياء مفاوضات جنيف من جديد، والى جانب روسيا تسعى بعض الأطراف الدولية الى تمهيد الطريق بين دمشق وجنيف حيث باتت المعارضة هي الأخرى ترغب في الخروج بحل سلمي يضمن لها ماء وجهها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من الجيش السوري وحلفاؤه.
مع أن المؤشرات تبدو قوية هذه المرة على إحتمالات النجاح ووقف نزيف الدم السوري منذ أكثر من 6 سنوات من خلال ما يظهر من جدية المعارضة وحلفائها في التعاطي مع وقف القتال من خلال المفاوضات الإنسانية المباشرة مع الحكومة السورية للتهدئة ووصول الجماعات المسلحة وحلفائهم إلى مرحلة الإنهاك والضعف بعد تشديد قبضة الجيش السوري على مدينة حلب ومناطق ريف دمشق ، بخلاف الضغوط الدولية والإقليمية لإغلاق الملف السوري للتفرغ لخطر داعش والتنظيمات المتطرفة فى المنطقة.
ومع اقتراب المشاورات في جنيف هل ستدخل سوريا مفترقاً جديداً من الطرق التي قد تؤدي به إلى السلام المنشود الذي يطمح له السوريون خصوصاً بعد....