Print this page

الأستانة ....والطريق إلى مستقبل سوريا

بين متفائل ومتشائم من إمكانية تحقيق نتائج ملموسة على صعيد حل الأزمة السورية، انطلقت امس الاثنين جولة جديدة من جولات الحوار «السوري - السوري»، التي تستضيفها العاصمة الكازاخستانية الآستانة، فهناك حراك دبلوماسي مكثف يسعى

لتهيئة الأجواء بين ممثلي المعارضة المسلحة والحكومة السورية، الذي سيدفع مسار الحل السياسي إلى مكان جديد قد يغيّر صورة الحرب في سوريا... إذا كتب له النجاح.

هذا الإجتماع كان مناسبة لنقل العديد من الرسائل المهمة فيما يتعلق بالأزمة السورية، ولعل الرسالة الأهم كانت أن هناك ما يشبه الإجماع التام على محورية الدور الروسي في الملف السوري، وأنه لا يمكن التوصل لحلول واقعية وموضوعية لتلك الأزمة، بمنأى عن هذه الدولة، وكانت الرسالة الثانية، أن الأطراف التي تحضر هذا الاجتماع، اتفقت على أنه لا مجال للحديث عن حل عسكري للأزمة، وإنما يتمثل الحل الأمثل في الحل السياسي، وضرورة التزام جميع الفرقاء على الأرض السورية بهدفي المؤتمر الأساسيين هما «تثبيت وقف إطلاق النار» والتمهيد «للدخول في مباحثات سياسية»، أما الرسالة الثالثة فقد تمثلت في أن مؤتمر الأستانة كان مناسبة لتعيد روسيا تأكيدها على أن ثوابتها المستقرة في حل الأزمة السورية باقية كما هي، وتمثلت تلك الثوابت، بتحقيق استقرار ووحدة الشعب السوري، والالتزام بالحل السياسي، كمدخل وحيد لمعالجة الأزمة السورية.

في هذا السياق أصبحت الظروف الحالية ناضجة للحل السياسي والأحداث التي جرت في تركيا أحدثت انعطافة كبيرة تجاه الأزمة السورية لأن تركيا لن تستطيع السيطرة على الداخل التركي طالما أن الوضع السوري متأزم ، ومع ذلك، فـإن مؤتمر الأستانة الذي يجري حالياً لا يزال يمثل فرصةً تاريخية لإنهاء الصراع الذي طال أمده وأثقل كاهل السوريين، الذين يتطلعون إلى مشاركة إيجابية من أطراف النزاع في المفاوضات بعد قرابة 6 سنوات من حرب دفع السوريون فيها ثمناً باهظاً وفاقمت من معاناتهم، لذلك من المتوقع أن يتم خلال مشاورات الآستانة التوقيع على وثيقة تثبّت وقف إطلاق النار الهش وتقويته في جميع أنحاء سوريا.

وهنا نأمل أن يكون مؤتمر الآستانة هو انطلاق مسيرة إعادة بناء سوريا من جديد من خلال وضع حد لمنطق السلاح وانتشاره ، والذهاب في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة ......

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال