Print this page

«المغرب» على الحدود بين الكوريتين: مسؤولون كوريون : «لن نتوقف عن طلب الوحدة عبر السبل السلمية»

من مبعوثة «المغرب» إلى سيول روعة قاسم
«لننهي الانقسام..لنبدأ بالوحدة ...» هو الشعار المرفوع فوق المركز الحدودي العسكري بين الكوريتين الشمالية والجنوبية في منطقة « امجينغ كاغ» Imjingqkak ...ويعبر عن تطلعات الشعب الكوري الجنوبي للم الشمل مع النصف الآخر من شبه الجزيرة

المنقسم منذ حوالي سبعين عاما ..

على طول الشريط البري العازل الذي يفصل بين الجزءين الشمالي والجنوبي من شبه الجزيرة الكورية على طول خط الهدنة ،تنبعث موسيقى وأناشيد كورية قادمة من الحدود الشمالية..ويعتبرها عناصر الحرس الحدودي بأنها تحريضية واستفزازية لأنها تتغنى بالقوة التسليحية والنووية لنظام بيونغ يانغ ...ورغم ذلك فان المسؤولين الكوريين الجنوبيين يؤكدون تمسكهم بالحوار كوسيلة لتحقيق المصالحة .

يشار إلى أن عام 1950 كان مفصليا في حياة شعبي الجزيرة حينما بدأت الحرب بين الجزء الشمالي الذي يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي والجنوبي الخاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة . وبالرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جويلية من عام 1950 إلا ان الحرب الباردة بين الكوريتين لا تزال مستمرة حتى اليوم لتصبح تلك القضية واحدة من اعقد الملفات في العالم ..

إمكانيات التغيير
في رده على سؤال «المغرب» حول إستراتيجية سيول للتعامل مع النظام في بيونغ يانغ أجاب وزير الوحدة الكورية بالقول :«بان حكومة سيول متمسكة بالحوار وتعمل منذ تشكيلها على سياسة واحدة هي الحوار والنقاش كطريق نحو تحقيق السلام لشعبي البلدين»..فبالرغم من أن نظام بيونغ يانغ يعد اشد نظام شمولي في العالم إلا أن سياسة كوريا الجنوبية تقوم على الدعوات المتجددة إلى الحوار مع الضغوط التي يقوم بها المجتمع الدولي عبر المنتظم الأممي من حين إلى آخر..

أما عن فرص التغيير المجتمعي السلمي في بيونغ يانغ على غرار النموذج التونسي أجاب قائلا :«إن الثورة التونسية نجحت بسبب وجود مجتمع مدني قوي وعلى قدر من الوعي في حين ان هذا المعطى غير متوفر في بيونغ يانغ ». وأضاف قائلا :«ان النظام يفرض قيودا كبيرة على المواطنين وهناك روايات وشهادات منقولة عن اللاجئين والهاربين يوضحون فيها ارتفاع نسق الإعدامات الجماعية التي يقوم بها نظام كيم جونغ اينغ لإسكات الشعب الكوري الشمالي» . وأكد بان وزارته لديها استراتيجيات خاصة من اجل إعادة تأهيل هؤلاء المنشقين بسبب الصعوبات النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها والضغط الذي يمارسه النظام في بيونغ يانغ على أفراد أسرهم».

ويروي تاري هوب احد المنشقين عن نظام بيونغ يانغ لـ «المغرب» بعض التفاصيل عن رحلة الهرب عبر الحدود مع الصين في عام 2008 وأضاف ان نظام بيونغ يانغ يقتل كل من يحاول الهرب وأشار إلى أن الصين تتعامل مع كوريا الشمالية وتعيد عديد الهاربين عبر حدودها ..وأعرب عن أمله في ان يحدث تغيير ما في نظام بيونغ يانغ مشيرا إلى ان الشعب الكوري الشمالي لا يعرف شيئا عما يدور حوله بسبب الرقابة والمنع المفروض على كل وسائل التواصل الاجتماعي لذلك يلجأ البعض الى الاستماع للراديو بشكل سري لمعرفة ما

يدور حولهم. وطلب من الوزارات المعنية في سيول إعطاء قدر كاف لإعادة تأهيل المنشقين ودعمهم ..

وأشار إلى أن هناك أكثر من 30 ألف لاجئ في كوريا الجنوبية وحدها وحوالي 100 ألف لاجئ في العالم ولا تزال أسرهم موجودة في كوريا الشمالية . وأكد ان اغلب شعب الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية يريد التغيير وليس راضيا عن هذا النظام الشمولي على حد قوله.

الخطر النووي
من جهته يوضح لي سانغ هو المسؤول المكلف بالملف النووي الكوري في وزارة الخارجية الكورية بان بيونغ يانغ أجرت خامس تجربة نووية في سبتمبر الماضي عدا عن 25 إطلاق صاروخ باليستي في العام الجاري .في حين انه في عهد الزعيم السابق كيم كونغ ايل قامت كوريا خلال 25 سنة بتجربتين نوويتين و 14 إطلاق صاروخ باليستي مؤكدا أن هذا النظام هو احد اكبر التهديدات في العالم ..

وأشار إلى انه في الوقت الذي اختارت فيه سيول النهج الليبرالي والاستثمار في التكنولوجيا للنهوض الاقتصادي ..يقوم كيم جونغ اينغ بالاستثمار في التسليح تاركا شعبه تحت خط الفقر ..وفي رده على سؤال «المغرب» حول فرص التغيير أجاب بأنه يتمنى أن يفهم كيم جونغ اينغ الرسالة مما حصل في تونس من تغيير نحو الديمقراطية ..

المشاركة في هذا المقال