Print this page

اعتبرت أن الواقع مختلف جدّا عن تصوّراته: جامعة التعليم العالي تدعو رئيس الدولة إلى إنقاذ منظومة التعليم بكل مراحلها

طالبت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، رئيس الجمهورية قيس سعيد، بالانطلاق في عملية إصلاح شامل لكل المنظومة لكل مراحلها من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي

وإعادة الاعتبار للجامعة والجامعيين، في ظل ما تشهده البلاد من هجرة للأساتذة الجامعيين بحثا عن مستوى معيشي وظروف عمل أفضل، ليتجاوز عدد المهاجرين أكثر من 2000 مدرّس تعليم عال، وفق الجامعة.
وجهت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، امس الاثنين، رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، دعته من خلالها إلى اتخاذ اجراءات رياديّة وقرارات شجاعة تعيد للجامعة بريقها المفقود، خاصة في ظل ما يُعلنه من نوايا وتوجهات لإصلاح جذري يشمل المنظومة الوطنية للتربية والتعليم بكل مراحلها من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي ووضع التّعليم على رأس أهم الأولويّات.
حيث اشارت الجامعة العامة إلى كلمة الرئيس يوم 15 سبتمبر 2022 عقب امضاء الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل محضر اتفاق المفاوضات الاجتماعية والزيادات في الوظيفة العمومية والقطاع العامّ، والتي أكد خلالها ان «أهمّ قطاع على الإطلاق في تونس هو قطاع التربية والتعليم»، وأنّ «التّعليم يجب أن يكون في مقدّمة الأولويّات»، كما عادت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي إلى ما تم التنصيص عليه في الدستور من إنشاء مجلس أعلى للتربية والتعليم «لكي يعود للتعليم بريقه».
وقد أكدت جامعة التعليم العالي في رسالتها، أن واقع الحال مختلف جدّا عن تصوّرات رئيس الجمهورية بشأن قطاع التعليم الذي اعتبره في مجلس الوزارء أهمّ قطاع على الاطلاق، اذ أن الإصلاحات متعطّلة في ظلّ تراجع الميزانيّات المرصودة للتربية والتعليم، وتردّي المكانة الاجتماعية للجامعييّن وظروف عملهم بصفة ملحوظة فضلا عن تدهور مقدرتهم الشرائية مما أدى إلى انعدام جاذبية مهنة التدريس الجامعي والبحث وهجرة الكفاءات الجامعيّة بشكل مفزع وغير مسبوق، وفق نص الرسالة.
مغادرة البلاد
واعتبرت الجامعة العامة للتعليم العالي أنه قد آن الأوان لوقف هذا النّزيف عبر إعادة الاعتبار للجامعة والجامعيين، وتأمين الكفاءات الوطنية وحمايتها من الاستغلال في دول أخرى عرفت كيف تستقطبها من خلال توفير أجور مجزية، واكدت ان الجامعات التونسيّة، خسرت، في إطار التّعاون الفنّي وبحثا عن مستوى معيشي وظروف عمل أفضل، 2014 مدرّس تعليم عال، منهم 1811 تتراوح رتبهم بين أستاذ مساعد، وأستاذ محاضر، وأستاذ تعليم عال.
وأشارت الى أن من خيّروا مغادرة الجامعات التونسية من مدرّسي التعليم العالي، يمثلون نسبة %18.56 من إجمالي المدرّسين الباحثين في هذه الرّتب، ينضاف إليهم الجامعيون الذين استقالوا وغادروا البلاد نهائيّا مضطرّين بعد أن ضاقت بهم السبل، وفق ما أوردته الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث في رسالتها المفتوحة الموجهة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس الاثنين.
وطالبت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي، من خلال الرسالة المفتوحة الموجهة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، بردّة فعل تترجم حرص الدّولة التونسيّة على مكتسباتها الاستراتيجية وعلى منظومة التربية والتعليم والجامعة العموميّة في ظل مركزية دور منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في أيّ عمليّة إصلاح وطني، بالاضافة الى تخصيص ثلث الميزانية للتربية والتعليم كما كان الأمر خلال العقود الأولى لدولة الاستقلال، لبلوغ إصلاح شامل لكل المنظومة لكل مراحلها من التعليم الأساسي إلى العالي»، وفق نص الرسالة.

المشاركة في هذا المقال