Print this page

بعد تصعيد اليعقوبي وحديث بن رمضان عن إضراب في النقل: أية حدود لتضامن النقابيين مع أعوان الصحة؟

هدّد منصف بن رمضان الكاتب العام للجامعة العامة للنقل بالدخول في إضراب تضامني وذلك بعد حضوره لـــ«الوقفة التضامنية» مع أعوان الصحة. من النقابيين وبالتوازي مع هذا التهديد بإضراب يشل حركة النقل يتواصل تضامن النقابيين في قطاعات التعليم الثانوي أساسا والتعليم الأساسي

وكانت التصريحات النارية للسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي تؤذن بنوع جديد من الإضرابات التضامنية.

بلغ تصعيد النقابيين على خلفية الإضراب المبرمج لليوم الخميس مداه وذلك من خلال تصريحات المنصف بن رمضان الكاتب العام للجامعة العامة للنقل التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل الداعمة للتحول في «إضراب تضامني» مع أعوان الصحة المعتصمين وإن كان الإضراب يقتضي عقد هيئة إدارية فإن هذا التلويح به يضع المشهد النقابي أمام نوع جديد من الإضرابات.

أعوان النقل والأساتذة
وتوقف الأمين العام المساعد مسؤول العلاقات العربية والدولية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل قاسم عفية عند أهمية هذا التضامن من النقابيين في كل القطاعات لأن الهجوم على الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا الظرف بالذات مدروس من القوى العلنية والخفية ولا يوقف هجوماتهم إن تماسك أبناء المنظمة على حد قوله.

الدخول في مطبّات القضاء
وحسب الأمين العام المساعد مسؤول العلاقات الدولية والهجرة قاسم عفية فإن ما أجّج موجة التضامن الطبيعية والتي قد تصل إلى الإضرابات القطاعية هو تعنّت وزير الصحة والزج بالخلافات النقابية والإدارية في مطبّات القضاء وما سينجر عن ذلك من تبعات.
وأضاف قاسم عفية أن للنقابيين ذاكرة في الخلافات التي تتحول مع الإدارة إلى محاكمات منذ السبعينات والثمانينات.

مبدأ التضامن إلى أين؟
هذه الإضرابات لا تقوم على خلفية عدم استجابة سلطة الإشراف والحال هذه تنسحب على قطاع النقل إلى المطالب العالقة ولا لرفض تطبيق الاتفاقيات المبرمة بل من مبدإ التضامن مع شرائح نقابية أخرى قد تتقاطع مع النقل والتعليم الثانوي والتعليم الأساسي في مواجهة ما أسماه عثمان الجلولي تعنت الحكومة وضربها للحق النقابي وهو خط أحمر.
وما يخيف النقابيين في قطاع الصحة مثل النقل والتعليم عامة أن تكون محاكمة النقابيين في قطاع الصحة «كرة ثلج» تتدحرج إلى أن تصل إلى تجريم التحركات النقابية في قطاعات أخرى لا تزال الاتفاقيات فيها ممضاة وغير منفذة رغم مرور سنوات وتعاقب الوزراء.

لا مسافة من تصريحات اليعقوبي
ولا يأخذ الكاتب العام للجامعة العامة للصحة عثمان الجلولي مثل عضو المكتب التنفيذي الوطني قاسم عفية قطاع الصحة أية مسافة من دعوات التضامن مع أهل القطاع من رفض أعوان الصحة لتعيين عسكري على رأس مؤسسة مثل المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس.

خوصصة القطاع الصحي
الخلاف بين أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة العامة للصحة والمدير العام الحالي إن تطور إلى مستوى القضاء سيدفع بالنقابيين إلى الوقوف أمام المحاكم العسكرية وهذا ما يرفضه النقابيون على حد تأكيد قاسم عفية.
وكان لسعد اليعقوبي الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي قد شدد من جهة أخرى على ضرورة التضامن مع النقابيين في المستشفيات والمؤسسات الصحية في ظرف يسعى فيه الوزير الحالي ومن ورائه الحكومة إلى التفويت في الخدمات الصحية وخوصصة القطاع وعدم تطوير الأداء الصحي وتوفير المستلزمات مما يدفع بالمرضى من أبناء الشعب إلى المرور عبر المصحات الخاصة.

الإضرابات التضامنية مطروحة
واعتبر الوزير الحالي مثل وزراء الصحة المتعاقبين لم يطبّقوا الاتفاقيات وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد نبّه رئيس الحكومة الحالي منذ توليه المنصب من مغبة التنصل من الاتفاقيات وهذا ما دفع الآن حسب النقابيين في الصحة والتعليم الثانوي إلى «تأجيج الوضع».
هذا الوضع المتوتر في قطاع الصحة قد يدفع قطاعات أخرى إلى عقد هيئات إدارية والاتجاه نحو التصعيد وإقرار إضرابات عادية وأخرى تضامنية وهذا ما توقف عنده الأمين العام المساعد مسؤول الوظيفة العمومية حفيظ حفيظ.

حفيظ يحذّر
وكان الأمين العام المساعد مسؤول الوظيفة العمومية بالاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ قد حذّر الحكومة عامة ووزير الصحة من مغبّة إصدار برقيات إيداع بالسجن في حق النقابيين وأن هذه القرارات الجائرة لا تمس فقط أعوان الصحة بل كافة النقابيين من مختلف القطاعات.

 

المشاركة في هذا المقال