Print this page

قرطاج تتحرّك من أجل بيئة سليمة: تنظيف مسلك القطار بين أميلكار وسيدي بوسعيد

بادر المجلس المحلي بقرطاج بالتنسيق مع

شركة النقل بتونس وبالتعاون مع الهياكل المحلية وعدد من الجمعيات ومكوّنات المجتمع المدني، بتنظيم حملة نظافة لمسلك القطار بالضاحية الشمالية الممتد من محطة قرطاج أميلكار إلى محطة سيدي بوسعيد، وذلك يوم السبت 13 ديسمبر 2025. وتأتي هذه المبادرة البيئية المواطِنة استجابةً لتشكّيات متكرّرة من متساكني المنطقة بخصوص التدهور الملحوظ في وضعية السكك الحديدية، وما رافقه من تراكم للنفايات ومظاهر تلوّث أثّرت سلبًا على المحيط السكني وجودة الفضاء العام.

وتهدف هذه الحملة إلى ترسيخ ثقافة المحافظة على نظافة المرافق العمومية والمناطق السكنية، باعتبارها مسؤولية جماعية تتقاسمها السلط المحلية والمواطنون على حدّ سواء. فالنظافة ليست مجرّد مسألة جمالية أو سلوك حضاري، بل هي عنصر أساسي من عناصر الوقاية الصحية وحماية الصحة العامة، لما لتلوّث البيئة من انعكاسات مباشرة على انتشار الأمراض، خاصة في الفضاءات المفتوحة ومسالك النقل العمومي التي تشهد حركة يومية مكثّفة.

وقد انطلقت الحملة ، إثر تنسيق مسبق مع شركة النقل بتونس لتحديد أماكن التدخّل وضمان شروط السلامة للمتطوّعين، حيث تم تخصيص فضاءات آمنة بمحطات القطار وعلى مستوى أجزاء محدّدة من السكك الحديدية، بما مكّن المواطنين من الانخراط الفعلي في هذه المبادرة في ظروف منظمة وآمنة.

ومن زاوية تقييمية، تؤكّد هذه المبادرة أن حملات النظافة، رغم أهميتها، تظلّ حلولًا ظرفية ما لم تُدعَّم بسلوك يومي دائم يقوم على الوعي البيئي واحترام الفضاء العام. فالتخلّي العشوائي عن الفضلات في محيط السكك الحديدية ومحطات النقل لا يشوّه المشهد الحضري فحسب، بل يخلق بيئة حاضنة للحشرات والقوارض ومصادر العدوى، ويهدّد صحة المتساكنين ومستعملي النقل العمومي، خاصة الأطفال وكبار السن. من هنا تبرز ضرورة الانتقال من منطق التدخّل الموسمي إلى ثقافة بيئية مستدامة، تقوم على الوقاية، والرقابة، والمساءلة، إلى جانب التحسيس والتربية البيئية.

وتندرج هذه الحملة، التي رُفعت خلالها شعارات تؤكّد أن النظافة والعناية بالبيئة مسؤوليتنا جميعًا، في إطار حرص المجلس المحلي بقرطاج على حماية البيئة وصيانة المرافق العمومية وترسيخ ثقافة المواطنة الفاعلة والعمل التشاركي. كما تهدف إلى جعل منطقتي قرطاج أميلكار وسيدي بوسعيد نموذجًا عمليًا للتصرّف المحلي الرشيد في الشأن البيئي.

إنّ الحفاظ على نظافة المحيط ليس خيارًا ثانويًا ولا مجرّد حملة عابرة، بل هو استثمار مباشر في صحة الإنسان وكرامته وجودة حياته. فبيئة نظيفة تعني نقلًا عموميًا آمنًا، وفضاءات مشتركة خالية من الأمراض، ومدنًا تحترم ساكنيها وزوّارها. وبين وعي المواطن وجدية السلط، تبقى النظافة مرآة حقيقية لمدى تحضّر المجتمع وقدرته على حماية حاضره وصون مستقبل أجياله.

المشاركة في هذا المقال