Print this page

حركة نداء تونس: وفرضت الكتلة كلمتها على الهيئة السياسية

حققت كتلة حركة نداء تونس «نصرا» لها على حساب الهيئة السياسية، فهي سجلت ثلاث نقاط في اليوم الأول، رفض تأجيل انتخاب رئيس الكتلة، انتخاب أعضاء مكتب الكتلة ممن يتبنون طرحا يقوم على ان الكتلة هي العمود الفقري للحزب وهي صاحبة القرار، والثالث انتخاب سفيان طوبال رئيسا لها

بعد ان سوّق أنه ابتعد عن حلفاء الأمس (حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج).
بين يوم الجمعة ويوم أمس، تغير المشهد في حركة نداء تونس في أقل من 24 ساعة، اجتماع للهيئة السياسية انتهى بإصدار توصيات عبّر عنها الناطق الرسمي باسمـه عبد العزيز القطي ومضمونها تأجيل انتخاب رئيس الكتلة إلى الدورة القادمة للأيام البرلمانية، من اجل

الوصول إلى توافق على هوية من سيخلف محمد الفاضل عمران.

فتعويض فاضل عمران، رئيس الكتلة الذي استقال قبل من 5 ساعات من إعفائه، بات أمرا فرض على الهيئة السياسية التي أرادت ان تساير التيار الأغلبي في الكتلة وتغير الفاضل عمران مع ترك اليد العليا لها، لكن تفاصيل يوم أمس بينت ان الهيئة وان ضمت 17 نائبا إلا أنها لا تمسك بأوراق الكتلة.

أول الأوراق التي خسرتها الهيئة السياسية- التي يختزلها عدد من نواب النداء في شخصي رئيسها رضا بلحاج والمدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي مع الحفاظ على الاختلافات بين الرجلين- هي التمسك بجدول أعمال الأيام البرلمانية التي حددت من اجتماع الحمامات السابق، وهي انتخاب مكتب الكتلة وإعفاء الفاضل عمران من رئاسة الكتلة.

وشخصية الفاضل عمران مثلت احد محاور الصراع بين الكتلة والهيئة السياسية، حيث ان بعضا من زملائه النواب يعتبرونه في الصف المقابل لهم وان اول معاركهم مع الهيئة السياسية تستوجب «اعفاءه»، وهو ما تمّ لهم يوم امس، رغم استباق الفاضل عمران وتقديم استقالته في تصريح إعلامي لإذاعة «اكسبراس اف ام».

هذه الاستقالة الإعلامية نفى الطيب المدني، نائب عن حركة نداء تونس ان تكون الكتلة قد علمت بها او تلقتها رسميا، مشيرا الى ان قرار إعفاء عمران تم البت فيه منذ أسبوعين لدى تواجد الأخير في الصين، واجل الى حين عودته.
تصريح الطيب المدني الذي كان قبل انطلاق أشغال الأيام البرلمانية تضمن اشارة الى ان الكتلة رسمت لنفسها جدول أعمال وستلتزم به ولن تقبل بتغييره في تلميح إلى رفضها تأجيل عملية انتخاب رئيس جديد للكتلة وانتخاب مكتبها المتكون من 6 أفراد، جلهم من صف المناهض لهيمنة الهيئة السياسية وفق ما أكدته ليلى الشتاوي، التي انتخبت عضوا في مكتب الكتلة.

هذه النقطة الثانية التي سجلتها الكتلة يوم أمس في صراعها مع الهيئة، ويعبر عن هذا الانتصار تأكيد ليلى الشتاوي على أن العلاقة بين الكتلة والحزب سيعاد النظر فيها من مقاربة تقوم على أنّ الكتلة هي الرقم الصعب وهي العمود الفقري للحزب، وهي من سيكون لها القرار، وهذا احد أوجه تغيير التوازنات في الحركة، وفق الشتاوي التي تضيف ان زمن القرارات الفردية والفوقية فيما يخص الحزب والكتلة انتهى.

نهاية هذا الزمن تجلت في انتخاب سفيان طوبال رئيسا للكتلة بـ36 صوتا من اصل 48 شاركوا في الانتخابات، فطوبال الذي رفضت الهيئة السياسية، وهو عضو فيها ان تدعم ترشحه بات اليوم الرجل الثالث في الحركة.

طوبال الذي انتقل من صف الهيئة السياسية الى صف الكتلة وعدّل من مواقفه لتكون متعارضة مع التوجهات الجديدة في الحزب مع حفاظه على قربه من حافظ قائد السبسي، يجد دعما من قبل ثلثي الكتلة اعتبروه قادرا على ادارة خلافهم مع شقّ في الهيئة السياسية كان هو من احد رموزه، وبات خارجه كما يسوق لنفسه.

المرحلة القادمة في الصراع بين الكتلة والهيئة السياسية ستحدد اليوم بمشاركة كلّ من رضا بلحاج وحافظ قائد السبسي فالخطاب الذي سيوجه لكليهما سيحدد موعد الجولة الثانية، وهي قريبة في اجتماع المكتب التنفيذي.

أعضاء مكتب كتلة حركة نداء تونس
تم انتخاب أعضاء مكتب كتلة نداء تونس خلال الأيام البرلمانية للحركة التي تنتظم في سوسة وأسفرت الانتخابات عن القائمة التالية :
عماد أولاد جبريل
نوال طياش
عصام الماطوسي
ليلى أولاد علي
وليلى الشتاوي

المشاركة في هذا المقال